تبق منهم أحدا " فمكث " ذلك الرجل يسيرا ثم صب الله عليه الظما فجعل لا يروى وكان يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه كانون وكان برد له الماء فيه السكر وعساس فيها اللبن وهو يقول أسقوني أهلكني العطش فيؤتي بالعس أو القلة فيه الماء واللبن والسويق يكفي جماعة فيشربه ويضطجع هنيئته ثم يقول أسقوني قتلني الظما فما زال كذلك حتى انقدت بطنه انقداد بطن البعير ذكر ذلك الطبري وأبو الفرج بن عبد الرحمن الجوزي وابن الأثير في الكامل بتفاوت يسير وغيرهم " ثم " ان الحسين عليه السلام رجع إلى مكانه وقد اشتد به العطش وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه فجعل العباس عليه السلام يقاتلهم وحده حتى قتل وكان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنيفي وحكيم بن الطفيل السنبسي بعد أن أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا فبكى الحسين لقتله بكاء شديدا " ثم " ان الحسين عليه السلام دعا الناس إلى البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة ثم حمل على الميمنة وهو يقول القتل أولى من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار والله ما هذا وهذا جارى ثم حمل على الميسرة وهو يقول
(١٨٣)