ان يلقي الله بدمه " قال " هلال بن نافع اني لواقف مع أصحاب عمر ابن سعد إذ صرخ صارح ابشر أيها الأمير فهذا شمر قد قتل الحسين فخرجت بين الصفين فوقفت عليه وانه ليجود بنفسه فوالله ما رأيت قتيلا مضمخا بدمه أحسن منه ولا انور وجها ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيئته عن الفكرة في قتله فاستسقى في تلك الحال ماء فسمعت رجلا يقول والله لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها فسمعته يقول انا أرد الحامية فاشرب من حميمها لا والله بل أرد على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله واسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر واشرب من ماء غير آسن وأشكو إليه ما ارتكبتم مني وفعلتم بي فغضبوا بأجمعهم حتى كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا " وصاح " شمر بالفرسان والرجالة ويحكم ما تنتظرون بالرجل اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم فحملوا عليه من كل جانب فضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى وضرب الحسين عليه السلام زرعة فصرعه وضربه آخر على عاتقه المقدس بالسيف ضربة كبا بها لوجهه وكان قد أعيا وجعل يقوم ويكبو وطعنه سنان بن انس النخعي في ترقوته ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني (1) صدره ورماه بسهم فوقع في نحره فسقط وجلس قاعدا
(١٨٩)