لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ١٨١
أم البنين أم هؤلاء الاخوة الأربعة القتلى تخرج إلى البقيع فتندبهم أشجى ندبة واحرقها فيجتمع الناس إليها فكان مروان بن الحكم يجئ فيمن يجئ فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي " وبرز " أحمد بن محمد الهاشمي وهو يقول اليوم أبلو حسبي وديني * بصارم تحمله يميني فقاتل حتى قتل " وخرج " غلام من خباء من أخبية الحسين عليه السلام وفي اذنيه درتان فاخذ بعود من عيدانه وهو مذعور فجعل يلتفت يمينا وشمالا وقرطاه يتذبذبان فحمل عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فضربه بالسيف وقرطاه يتذبذبان فحمل عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فضربه بالسيف فقتله فصارت أمه شهر بانويه تنظر إليه ولا تتكلم كالمدهوشة " ونادي " الحسين عليه السلام هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله هل من موحد يخاف الله فينا هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا فارتفعت أصوات النساء بالعويل " فتقدم " إلى باب الخيمة وقال لزينب ناوليني ولدي الصغير حتى أودعه فأتي بابنه عبد الله وأمه الرباب بنت امرى القيس فأخذ واجلسه في حجره وأومأ إليه ليقبله فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه فقال لزينب خذيه ثم تلقى الدم بكفيه فلما امتلأتا رمى بالدم نحو السماء ثم قال هون علي ما نزل به انه بعين الله. وفي رواية أنه قال اللهم
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»