بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ١٦٧
نظرنا إليها نظرة عميقة نجد فيها فوائد جليلة زائدة على فوائد مطلق الإجازة - ولو بالقول فقط - من اتصال أسانيد الكتب والروايات وصيانتها عن القطع والارسال ومن التيمن بالدخول في سلسلة حملة أحاديث آل الرسول صلى الله عليه وآله والتبرك بالانخراط في سلك العلماء الأعلام ورثة الأنبياء والخلفاء عنهم عليهم السلام إلى غير ذلك.
ومن تلك الفوائد الزائدة - الوقوف على معارف تحصل لنا من النظر في خصوص المكتوبة من الإجازات بأنواعها الثلاثة (منها) تراجم العلماء الحاملين لأحاديثنا المروية عن المعصومين عليهم السلام بمعرفة اسمهم ونسبهم وكتبهم ولقبهم، ومعرفة شيوخهم المجيزين لهم اسما ونسبا وكنية ولقبا، ومعرفة من قرأ عليهم كذلك.
(ومنها) العلم بجملة من أوصافهم وأحوالهم من شهادة المشايخ لتلاميذهم والتلاميذ لمشايخهم بما له المدخلية التامة في قبول الرواية عنهم والوثوق والاطمينان بهم.
(ومنها) معرفة عصرهم وزمان تحملهم الأحاديث ومكانه، ومعرفة بعض معاصريهم وتمييز من كان في طبقتهم عمن لم يكن فيها إلى غير ذلك. وكل هذه الفوائد تنكشف لنا من التأمل في أنواع هذه الإجازات التي قد جرت عادة الأسلاف الصالحين على إصدارها للمجازين منهم في كل جيل وزمان، وصارت سيرة مستمرة لهم منذ عصر المعصومين عليهم السلام.
نعم في العصر الأول كانوا يعبرون عنها بالمشيخة لذكرهم المشايخ فيها و يذكرون أيضا حديثا واحدا مما رواه ذلك الشيخ لهم، ونحن نشكرهم على هذا الجميل ونقدر عملهم هذا أحسن تقدير، حيث إنهم قدموا إلينا ما ينجعنا في فنون التاريخ والرجال والأنساب والطبقات وغيرها مما تمس الحاجة الشديدة إليه في أعصارنا الحاضرة وما يلحقها من الأعصار.
فهذه الإجازات برمتها كتب تاريخية رجالية يحيق علينا ان نلم شعثها ونثبتها صونا لها عن الضياع، وعونا على الانتفاع، بل هو تكليف لازم علينا عقلا وشرعا
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست