فالتفت فرأيت عن يمين المنبر صفوفا كثيرة طويلة يبتدى الصف من جانبه، وينتهي إلى ما شاء الله وكل عالم قد جمع زبره ومؤلفاته قدامه، والشخص الأول في الصف الأول هو العلامة المجلسي - ره -، ولما وافاه الرسول أخذ المجلد المذكور من بين الكتب وأرسله معه فأشار عليه السلام إليه أن يناولني فأخذته متحيرا لأني كنت عالما بكذب النسبة، وما كانت إلا حيلة للتفصي، ووسيلة للخلاص، فجعلت اقلب أوراق الكتاب عابثا باهتا.
ثم أظهرت حيلة أخرى وقلت رأيته في مقتل الحاج ملا صالح البرغاني، والظاهر أنه منبع البكاء، فقال عليه السلام لواحد: اذهب إليه وقل له: يأتينا بكتابه، ولم يقل كما قال في حق المجلسي - ره - فنظرت فرأيت الحاج المذكور بين تلك الصفوف في الصف السادس أو السابع في مرتبة سادسة أو سابعة فلما أتاه الرسول أخذ بكتابه وأتى به إليه وأمرني أن أستخرج المطلب من كتابه، فعاد الخوف ورجع الاضطراب، و ذهب عني وجه الحيلة من كل باب فأخذته وقلبت أوراقه طاير الجاش، متشعب الحواس، فإذا برسول من الله الرحيم إلى النبي الكريم بأن عليا صلوات الله عليهما لو حاسب الناس كذلك وناقشهم بكل شئ لم ينج أحد منهم، فانقلبت حالته إلى الملاطفة والمساهلة، فزال خوفي وعاد قلبي.
ثم إنه - ره - انتبه من نومه وجمع أهل صنفه، وقص عليهم رؤياه، وقال:
أما أنا فقد تركت الاشتغال بذلك، ولا أرى نفسي تقوم بشرايطها، فمن صدقني أرى له أن يتبعني، ثم هجر القراءة رأسا، وقد كان له في السنة مبلغ كثير خطير يصل إليه من طرفها.
وفي كتاب الخزاين للعالم الجليل المولى أحمد النراقي، صاحب كتاب المستند حدثني بعض العلماء الموثقين من أحفاد الفاضل المحدث المولى محمد باقر المجلسي - ره - أن جده المذكور تعاهد مع المولى محمد صالح المازندراني إن مات كل واحد منهما قبل صاحبه يخبر الآخر بما جرى عليه في منامه، وتوفي ره قبل المولى محمد صالح فرآه بعد سنة في المنام، فقال: بعد تلك المعاهدة لم لا تعرضت نفسك علي في النوم؟