رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٦٢
على غيرها من الصلوات والتهؤ والاستعداد للقاء الله تعالى والوقوف بين يد؟
في الوقت الشريف والنوع الشريف من العبادات واحضر ببالك ان لو امرك ملك عظيم من ملوك الدنيا بالمثول في حضرته والفوز بمخاطبته في وقت معين إما كنت تتأهب له بتمام الاستعداد والتهيئة والسكينة والوقار والتنظيف والتطيب وغير ذلك مما يليق بحال الملك ومن هنا جاء استحباب الغسل يوم الجمعة والتنظيف والتطييب والتعمم وحلق الرأس وقص الشارب والأظفار وغير ذلك من السنن فبادر عند دخول الجمعة إلى ذلك بقلب مقبل صاف وعمل مخلص وقصد متقرب ونية خالصة كما تعمل ذلك في لقاء ملك الدنيا ان لم تعظم همتك من ذلك ولا تقصد بهذه الوظائف حظك من الرفاهية وتطيب نفسك من الطيب والزينة فتخسر صفقتك ويظهر بعد ذلك حسرتك وكلما أمكنك تكثير المطالب التي يترتب عليها الثواب بعملك فاقصدها تضاعف ثواب عملك بسبب قصدها فانووا بالغسل يوم الجمعة سنة الجمعة والتوبة و دخول المسجد وبالنيات الحسنة والطيب سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وتعظيم المسجد واحترام بيت الله تعالى فلا يحب ان يدخله زائرا له الأطيب الرايحة وان يقصد به أيضا ترويح جيرانه ليستريحوا في المسجد عند مجاورته ويقصد به دفع الروايح الكريهة عن نفسه جسما لباب الغيبة عن المغتابين إذا اغتابوا بالروايح الكريهة فيعصون الله بسببه فقد قيل إن من تعرض للغيبة وهو قادر على الاحتراز منها فهو شريك في تلك المعصية كما أشار إليه تعالى بقوله ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم و إذا حضرت الصلاة فاحضر قلبك فهم مواقع الموعظة واستعد لتلقى الأوامر و النواهي على وجهها فان ذلك هو الغرض الأقصى من الخطبة والخطيب والمنبر واستماع الناس وتحريم الكلام خلالها ووجوب الاصغاء إليها فاعط كل ذي حق من ذلك
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست