على ذلك، وهو الصحيح عندنا، فبقي من حضر المجلس متعجبا من هذا القول وكانت العامة الحضور يرفعونه على رؤوسهم وكثر الدعاء له والطعن على من يرميه بالرفض.
فوقع علي الضحك فلم أزل أتصبر وأمنع نفسي وأدس كمي في فمي فخشيت أن أفتضح، فوثبت عن المجلس ونظر إلي فتفطن لي فلما حصلت في منزلي فإذا بالباب يطرق فخرجت مبادرا فإذا بأبي القاسم بن روح راكبا بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيه إلى داره فقال لي: يا عبد الله أيدك الله لم ضحكت وأردت أن تهتف بي كأن الذي قلته عندك ليس بحق؟ فقلت له: كذاك هو عندي، فقال لي:
اتق الله أيها الشيخ فاني لا أجعلك في حل تستعظم هذا القول مني فقلت: يا سيدي رجل يرى بأنه صاحب الامام ووكيله يقول ذلك القول لا يتعجب منه؟ و (لا) يضحك من قوله هذا؟ فقال لي: وحياتك لئن عدت لأهجرنك وودعني وانصرف.
قال أبو نصر هبة الله بن محمد: حدثنا أبو الحسن بن كبريا النوبختي قال: بلغ الشيخ أبو القاسم رضي الله عنه أن بوابا كان له على الباب الأول قد لعن معاوية وشتمه، فأمر بطرده وصرفه عن خدمته، فبقي مدة طويلة يسأل في أمره فلا والله ما رده إلى خدمته وأخذه بعض الآهلة فشغله معه كل ذلك للتقية.
قال أبو نصر هبة الله: وحدثني أبو أحمد بن درانويه الأبرص الذي كانت داره في درب القراطيس قال: قال لي: إني كنت أنا وأخواتي ندخل إلى أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه نعامله، قال: وكانوا باعة، ونحن مثلا عشرة تسعة نلعنه وواحد يشكك، فنخرج من عنده بعد ما دخلنا إليه تسعة نتقرب إلى الله بمحبته وواحد واقف لأنه كان يجارينا من فضل الصحابة ما رويناه وما لم نروه، فنكتبه عنه لحسنه رضي الله عنه.
وأخبرني الحسين بن إبراهيم، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه أن قبر أبي القاسم الحسين بن روح في النوبختية في الدرب الذي كانت فيه دار