فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت ثم جلست فقال عليه السلام: هلمي ابني فجئت بسيدي وهو في ثياب صفر ففعل به كفعاله الأول وجعل لسانه عليه السلام في فيه ثم قال له: تكلم يا بني فقال عليه السلام: أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والأئمة حتى وقف على أبيه عليه السلام ثم قرأ " بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " (1) ثم قال له اقرأ يا بني مما أنزل الله على أنبيائه ورسله فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانية، و كتاب إدريس، وكتاب نوح، وكتاب هود، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وإنجيل عيسى، وفرقان جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قص قصص الأنبياء والمرسلين إلى عهده فلما كان بعد أربعين يوما دخلت دار أبي محمد عليه السلام فإذا مولانا صاحب الزمان يمشي في الدار فلم أر وجها أحسن من وجهه عليه السلام ولا لغة أفصح من لغته فقال لي أبو محمد عليه السلام: هذا المولود الكريم على الله عز وجل، قلت له: يا سيدي له أربعون يوما وأنا أرى من أمره ما أرى؟ فقال عليه السلام: يا عمتي أما علمت أنا معشر الأوصياء ننشؤ في اليوم ما ينشؤ غيرنا في الجمعة وننشؤ في الجمعة ما ينشؤ غيرنا في السنة؟ فقمت فقبلت رأسه فانصرفت فعدت وتفقدته فلم أره فقلت لسيدي أبي محمد عليه السلام: ما فعل مولانا؟ فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى عليه السلام ثم قال عليه السلام: لما وهب لي ربي مهدي هذه الأمة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقفا (به) بين يدي الله عز وجل فقال له: مرحبا بك عبدي لنصرة ديني وإظهار أمري ومهدي عبادي آليت أني بك آخذ وبك أعطي وبك أغفر وبك أعذب، أردداه أيها الملكان رداه رداه على أبيه ردا رفيقا وأبلغاه فإنه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن أحق به الحق وأزهق به الباطل، ويكون الدين لي واصبا.
ثم قالت: لما سقط من بطن أمه إلى الأرض وجد جاثيا على ركبتيه رافعا