بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٢٩
أما تبرء التابع من المتبوع [فقد] قال تعالى: (قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا) [74 / غافر: 40].
وأما تبرء القائد من المقود: أي المتبوع من التابع فقال تعالى: (إذ تبرء الذين اتبعوا من الذين اتبعوا) [166 / البقرة: 2].
وإما الأعم كما دل عليه قوله عليه السلام: " فيتزايلون... " فقال تعالى:
(ويوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا) [25 / العنكبوت: 29].
وقوله عليه السلام: " يتزايلون ": أي يفترقون. وطالع الفتنة مقدماتها.
وسماها رجوفا لشدة الاضطراب فيها.
ولما ذكر عليه السلام رغبتهم في الدنيا وتكالبهم، أراد أن يذكر ما يؤكد التعجب من فعلهم، فأتى بجملة معترضة بين الكلامين فقال: " وعن قليل يتبرء التابع... إلخ ". ثم عاد إلى نظام الكلام فقال: " ثم يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الرجوف ".
وقال ابن ميثم: أشار عليه السلام إلى منافستهم في الدنيا في إثارة تلك الفتن، ثم أخبر عن انقضائها عن قليل وكنى عن ذلك بتبرء التابع من المتبوع.
قيل: [وكان] ذلك التبرء عند ظهور الدولة العباسية، فإن العادة جارية بتبرء الناس عن الولاة المعزولين، خصوصا ممن تولى عزل أولئك أو قتلهم فيتباينون بالبغضاء ويتلاعنون عند اللقاء.
[ثم] قال [ابن ميثم:] وقوله عليه السلام: " ثم يأتي [بعد ذلك طالع الفتنة الرجوف "] إشارة إلى فتنة التتار، إذ الدائرة فيهم كانت على العرب.
[ثم] قال: وقال بعض الشارحين: ذلك إشارة إلى الملحمة الكائنة في
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395