بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٢٥
ذروة المنبر، فخطب خطبة طويلة هذه الكلمات منها.
والبضعة: القطعة من اللحم. والضمير في [قوله عليه السلام:] " يسعده " و " يمهله " للسان، وفي [قوله:] " امتنع " و " اتسع " للإنسان.
والمعنى أن اللسان لما كان آلة للإنسان يتصرف بتصريفه إياه، فإذا امتنع الانسان عن الكلام لشاغل أو صارف، لم يسعد اللسان القول ولم يواته، وإذا دعاه الداعي إلى الكلام وحضره واتسع الإنسان له، لم يمهله النطق بل يسارع إليه.
ويحتمل أن يعود الضمير في " امتنع " إلى القول، وفي " اتسع " إلى النطق:
أي فلا يسعد القول اللسان إذا امتنع القول من الإنسان ولم يحضره لوهم أو نحوه، أوجب حصره وعيه ولم يمهله النطق إذا اتسع عليه وحضره (1).
ويحتمل أن يكون الضمير في " يسعده " و " يمهله " راجعا إلى الإنسان، وفي [قوله:] " امتنع " و " اتسع " إلى اللسان: أي إذا امتنع اللسان لعدم جرأة فلا يسعد القول الإنسان، وإذا اتسع لم يمهل النطق الإنسان. والأول أظهر.
ونشب الشئ في الشئ بالكسر: أي علق وأنشبته أنا فيه: أي أعلقته فانتشب. ذكره الجوهري.
والمراد بعروقه: أصوله ومواده، كالعلم بالمعاني والملكات الفاضلة.
وغصونه: فروعه وأغصانه وآثاره.
وتهدلت أغصان الشجرة: أي تدلت.
[قوله عليه السلام:] " معتكفون على العصيان ": أي ملازمون [لها] من قولهم: عكف على الشئ: أي حبس نفسه عليه، ومنه الاعتكاف. والاصطلاح:

(1) من قوله: والمعنى... اليد هنا أخذناه من شرح نهج البلاغة لكمال الدين ابن ميثم رحمه الله، إذ كان في أصلي من طبع الكمباني من البحار تكرار ونقص.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395