بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٢٧
الآراء عند نجومها. من أشرف لها قصمته، ومن سعى فيها حطمته، يتكادمون فيها تكادم الحمر في العانة، قد اضطرب معقود الحبل، وعمي وجه الأمر، تغيض فيها الحكمة، وتنطق فيها الظلمة، وتدق أهل البدو بمسحلها، وترضهم بكلكلها. يضيع في غبارها الوحدان، ويهلك في طريقها الركبان، ترد بمر القضاء، وتحلب عبيط الدماء، وتثلم منار الدين، وتنقض عقد اليقين. تهرب منها الأكياس، وتدبرها الأرجاس، مرعاد مبراق، كاشفة عن ساق، تقطع فيها الأرحام، ويفارق عليها الإسلام، بريئها سقيم، وظاعنها مقيم.
[و] منها:
بين قتيل مطلول، وخائف مستجير، يختلون بعقد الأيمان، وبغرور الإيمان، فلا تكونوا أنصاب الفتن وأعلام البدع، والزموا ما عقد عليه حبل الجماعة، وبنيت عليه أركان الطاعة، واقدموا على الله مظلومين ولا تقدموا عليه ظالمين، واتقوا مدارج الشيطان ومهابط العدوان، ولا تدخلوا بطونكم لعق الحرام، فإنكم بعين من حرم عليكم المعصية وسهل لكم سبيل الطاعة.
توضيح:
" مداحر الشيطان ": الأمور التي يدحر ويطرد بها [الشيطان].
و " مزاجره ": الأمور التي يزجر بها. و " حبائله ": مكائده التي يضل بها البشر.
و " مخاتله ": الأمور التي يختل بها - بالكسر - أي: يخدع بها.
[قوله عليه السلام:] " لا يوازى ": أي لا يساوى. والأصل فيه الهمزة كما قيل. " والجهالة الغالبة " بالباء الموحدة وفي بعض النسخ بالمثناة: من الغلاء وهو الارتفاع أو من الغلو وهو مجاوزة الحد. والجفوة: غلظ الطبع. والوصف للمبالغة.
[وقوله:] " والناس ": الواو للحال. والحريم: حرمات الله التي يجب احترامها ومحرماته. وقال [ابن الأثير] في النهاية: الفترة: ما بين الرسولين.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395