بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ١٦٠
أما والله لوددت أن لي بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم، [ثم تمثل عليه السلام:] هنالك لو دعوت أتاك منهم * فوارس مثل أرمية الحميم ثم نزل عليه السلام من المنبر.
قال السيد [الرضي] رضي الله عنه: الأرمية: جمع " رمي " وهو السحاب.
والحميم هاهنا: وقت الصيف، وإنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر، لأنه أشد جفولا وأسرع خفوقا، لأنه لا ماء فيه وإنما يكون السحاب ثقيل السير، لامتلائه بالماء. وذلك لا يكون في الأكثر إلا في زمان الشتاء. [وإنما] أراد [الشاعر] وصفهم بالسرعة إذا دعوا، والإغاثة إذا استغيثوا، والدليل عليه، قوله: " هنالك لو دعوت أتاك منهم ".
بيان:
قوله عليه السلام: " ما هي إلا الكوفة أقبضها وأبسطها ": أي ما مملكتي إلا الكوفة أتصرف فيها كما يتصرف الإنسان في ثوبه يقبضه ويبسطه.
والكلام في معرض التحقير، أي ما أصنع بتصرفي فيها مع حقارتها.
ويحتمل أن يكون المراد عدم التمكن التام من التصرف فيها لنفاق أهلها، كمن لا يقدر على لبس ثوب بل على قبضه وبسطه.
أو المراد بالبسط: بث أهلها للقتال عند طاعتهم. وبالقبض: الاقتصار على ضبطهم عند المخالفة.
و [الخطاب] في قوله [عليه السلام:] " إن لم تكوني [إلا أنت] التفات.
قوله عليه السلام: " تهب أعاصيرك ": الجملة في موضع الحال، وخبر " كان " محذوف، ولفظ الأعاصير على حقيقته، فإن الكوفة معروفة بهبوب الإعصار فيها.
(١٦٠)
مفاتيح البحث: مدينة الكوفة (3)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395