بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٠
[ألا] وإنكم ستعرضون بعدي على سبي والبراءة مني، فمن سبني فهو في حل من سبي، ولا يتبرأ مني، فإن ديني الإسلام. (1) وعن أبي عبد الرحمن السلمي، أن الناس تلاقوا وتلاوموا، ومشت الشيعة بعضها إلى بعض، ولقي أشراف الناس بعضهم بعضا، فدخلوا على علي عليه السلام، فقالوا: يا أمير المؤمنين، اختر منا رجلا، ثم ابعث معه إلى هذا الرجل جندا، حتى يكفيك أمره، ومرنا بأمرك فيما سوى ذلك، فإنك لن ترى منا شيئا تكرهه ما صحبتنا. قال: فإني قد بعثت رجلا إلى هذا الرجل، لا يرجع أبدا حتى يقتل أحدهما صاحبه، أو ينفيه، ولكن استقيموا لي فيما آمركم به، وأدعوكم إليه من غزو الشام وأهله.
فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني، فقال: يا أمير المؤمنين، والله لو أمرتنا بالمسير إلى قسطنطينية، رومية، مشاة، حفاة، على غير عطاء ولا قوة، ما خالفتك أنا ولا رجل من قومي. قال: فصدقتم جزاكم الله خيرا.
ثم قام زياد بن حفصة، ووعلة بن مخدوع [و] قالا: نحن شيعتك يا أمير المؤمنين، التي لا تعصيك، ولا تخالفك. فقال: أجل أنتم كذلك. فتجهزوا إلى غزو الشام.
فقال الناس: سمعا وطاعة.
فدعا [أمير المؤمنين] معقل بن قيس الرياحي، وسرحه في حشر الناس من السواد إلى الكوفة، [فخرج معقل لانفاذ أمره عليه السلام، وامتثل ما أمره

(١) وقريبا منه رواه البلاذري، مسندا في الحديث: (٧٧) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف : ج ١، ص ٢١٩، وفي ط ١، ج ٢ ص ١١٩.
ورواه أيضا السيد الرضي رحمه الله في المختارة: (٥٥) من كتاب نهج البلاغة.
وللحديث مصادر أخر يجدها الباحث في المختار: (٣٦٥) وما بعده من كتاب نهج السعادة:
ج ٢ ص ٦٩٥
وما يليها.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395