ولكنه قضاء ممن منحناه واختصنا به على لسان نبيه الصادق المصدق لا أفلح من شك بعد العرفان والبينة.
رب احكم بيننا وبين عدونا بالحق وأنت خير الحاكمين.
قال نصر: فكتب إليه معاوية بالجواب: من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب أما بعد فدع الحسد فإنك طال ما لم تنتفع به.
إلى آخر ما مر برواية ابن ميثم [رحمه الله].
أقول: وجدت في كتاب صفين لنصر مثله. (1) وروى ابن ميثم رحمة الله كتابه عليه السلام نحوا مما مر. (2) 406 - وذكر السيد [الرضي] رضي الله عنه في النهج بعضه فلنذكره للاختلاف الكثير بينهما، قال: ومن كتاب له عليه السلام إليه أيضا:
وكيف أنت صانع إذا تكشفت عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا قد تبهجت بزينتها وخدعت بلذتها دعتك فأجبتها وقادتك فاتبعتها وأمرتك فأطعتها وإنه يوشك أن يقفك واقف على مالا ينجيك منه مجن.
فاقعس عن هذا الامر وخذ أهبة الحساب وشمر لما قد نزل بك ولا تمكن الغواة من سمعك وإن لا تفعل أعلمك ما أغفلت من نفسك فإنك مترف قد أخذ الشيطان منك مأخذه وبلغ فيك أمله وجرى منك مجرى الروح والدم.
ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعية وولاة أمر الأمة بغير قدم سابق ولا شرف باسق ونعوذ بالله من لوازم سابق الشقاء وأحذرك أن تكون متماديا في غرة الأمنية مختلف العلانية والسريرة.
وقد دعوت إلى الحرب فدع الناس جانبا واخرج إلي واعف الفريقين عن القتال لتعلم أينا المرين على قلبه والمغطى على بصره فأنا أبو الحسن قاتل جدك