استشهد جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا ثم تزوجها أمير المؤمنين عليه السلام ونشأ محمد في حجره ورضع الولاء والتشيع وكان جاريا عنده عليه السلام مجرى بعض ولده.
وأما هاشم فهو ابن عتبة بن أبي وقاص وهو المرقال سمي به لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع قتل بصفين رضي الله عنه.
726 - نهج البلاغة: ومن كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر:
فاخفض لهما جناحك وألن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك واس بينهم في اللحظة والنظرة حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم وإن الله تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة والظاهرة والمستورة فإن يعذب فأنتم أظلم وإن يعف فهو أكرم.
واعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما أكلت فحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون وأخذوا منها ما أخذت الجبابرة المتكبرون ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلغ والمتجر الرابح [المربح " خ ل "] أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم وتيقنوا أنهم جيران الله غدا في آخرتهم لا ترد لهم دعوة ولا ينقص لهم نصيب من لذة.
فاحذروا عباد الله الموت وقربه وأعدوا له عدته فإنه يأتي بأمر عظيم وخطب جليل بخير لا يكون معه شر أبدا أو شر لا يكون معه خير أبدا فمن أقرب إلى الجنة من عاملها ومن أقرب إلى النار من عاملها وانكم طرداء الموت إن أقمتم له أخذكم وإن فررتم منه أدرككم وهو ألزم لكم من ظلكم الموت معقود بنواصيكم والدنيا تطوى من خلفكم.
فاحذروا نارا قعرها بعيد وحرها شديد وعذابها جديد دار ليس فيها رحمة