713 - نهج البلاغة: ومن كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه وقد بلغه أن معاوية قد كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه:
وقد عرفت أن معاوية كتب إليك يستزل لبك ويستفل غربك فاحذره.
فإنه الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ليقتحم غفلته ويستلب غرته وقد كان من أبي سفيان في زمن عمر بن الخطاب فلتة من حديث النفس ونزغة من نزغات الشيطان لا يثبت بها نسب ولا يستحق بها إرث والمتعلق بها كالواغل المدفع والنوط المذبذب.
فلما قرأ زياد كتابه قال: شهد بها ورب الكعبة ولم تزل في نفسه حتى ادعاه معاوية.
قال السيد [الرضي] رضي الله عنه قوله عليه السلام: " كالواغل المدفع " الواغل: الذي يهجم على الشرب ليشرب معهم وليس منهم فلا يزال مدفعا محاجزا والنوط المذبذب هو الذي يناط برحل الراكب من قعب أو قدح أو ما أشبه ذلك فهو أبدا يتقلقل إذا حث ظهره واستعجل سيره.
تبيين: قال ابن أبي الحديد (1): أما زياد فهو زياد بن عبيد فمن الناس من يقول عبيد بن فلان وينسبه إلى ثقيف والأكثرون يقولون: أن عبيدا كان عبدا وانه بقي إلى أيام زياد فابتاعه وأعتقه ونسب زياد إلى غير أبيه لخمول أبيه وللدعوة التي استلحق بها فقيل تارة زياد بن سمية وهي كانت أمة للحارث بن كلدة الثقفي وكانت تحت عبيد وقيل تارة زياد بن أبيه وتارة زياد بن أمه، ولما استلحق قال له الأكثر زياد بن أبي سفيان لان الناس مع الملوك ثم روى عن ابن عبد البر والبلاذري والواقدي عن ابن عباس وغيره أن عمر بعث زيادا في اصلاح فساد وقع باليمن فلما رجع خطب عند عمر خطبة لم يسمع مثلها وأبو