يحيى بن صالح عن الوليد بن عمرو عن عبد الرحمان بن سليمان عن جعفر بن محمد قال: بعث علي عليه السلام مصدقا من الكوفة إلى باديتها فقال:
عليك يا عبد الله بتقوى الله ولا تؤثرن دنياك على آخرتك وكن حافظا لما ائتمنتك عليه راعيا لحق الله حتى تأتي نادي بني فلان فإذا قدمت عليهم فأنزل بفنائهم من غير أن تخالط أبياتهم.
ثم ساق الحديث نحوا مما مر إلى قوله عليه السلام " وأقرب لرشدك فينظر الله إليها وإليك وإلى جهدك ونصيحتك لمن بعثك وبعثت في حاجته فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما نظر الله إلى ولي يجهد نفسه لامامه بالطاعة والنصيحة إلا كان معنا في الرفيق الاعلى.
719 - نهج البلاغة: ومن عهد له عليه السلام إلى بعض عماله وقد بعثه على الصدقة في مثله:
أمره بتقوى الله في سرائر أموره وخفيات أعماله حيث لا شهيد غيره ولا وكيل دونه.
وأمره أن لا يعمل بشئ من طاعة الله فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسر ومن لم يختلف سره وعلانيته وفعله ومقالته فقد أدى الأمانة وأخلص العبادة وأمره أن لا يجبههم ولا يعضههم ولا يرغب عنهم تفضلا بالامارة عليهم فإنهم الاخوان في الدين والأعوان على استخراج الحقوق.
وإن لك في هذه الصدقة نصيبا مفروضا وحقا معلوما وشركاء أهل مسكنة وضعفاء ذوي فاقة وإنا موفوك حقك فوفهم حقوقهم وإلا فإنك من أكثر الناس خصوما يوم القيامة وبؤسا لمن خصمه عند الله الفقراء والمساكين والسائلون والمدفوعون والغارم وابن السبيل.