لو سمعتهما لم تفارقهما حتى تقتلهما أو توثقهما فلا يزالان بمحبسك ابدا فقلت له: إني مستشيرك فيهما فماذا تأمرني به؟ قال: إني آمرك أن تدعوهما فتضرب رقابهما؟ فعلمت أنه لا ورع له ولا عقل فقلت له: والله ما أظن لك ورعا ولا عقلا لقد كان ينبغي لك أن تعلم أني لا أقتل من لم يقاتلني ولم يظاهر لي عداوته بالذي كنت أعلمتكه من رأيي حيث جئتني في المرة الأولى ولقد كان ينبغي لك لو أردت قتلهم أن تقول لي اتق الله بهم تستحل قتلهم ولم يقتلوا أحدا ولم ينابذوك ولم يخرجوا من طاعتك.
توضيح: قوله عليه السلام " أدركت الشمس " لعله كناية عن الغروب أي أدركت مغربها كأنها تطلبه وفي بعض النسخ " دلكت " وهو أصوب.
قال في القاموس: دلكت الشمس دلوكا: غربت واصفرت أو مالت أو زالت عن كبد السماء. والسيف بالكسر: ساحل البحر والجمع أسياف.
والنكر والنكراء والنكارة: الدهاء والفطنة يقال: رجل نكر كفرح وندب وجنب ومنكر كمكرم أي ذو نكرة. والدهى: جودة الرأي كالدهاء يقال:
رجل داهية وداه. قوله " عقالين " أي صدقة عامين قال الفيروزآبادي: العقال ككتاب زكاة عام من الإبل وقال: بلدح: ضرب بنفسه الأرض ووعد ولم ينجز العدة.
وقال ابن الأثير في الكامل: لما قتل أهل النهروان خرج أشرس بن عوف الشيباني على علي عليه السلام بالدسكرة في مائتين ثم سار إلى الأنبار فوجه إليه علي عليه السلام الأشرس بن حسان في ثلاثمائة فواقعه فقتل الأشرس في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين.
ثم خرج هلال بن علقمة من بني تيم الرباب ومعه اخوه مجالد فاتى " ما سندان " فوجه إليه علي عليه السلام معقل بن قيس الرياحي فقتله وقتل أصحابه وهم أكثر من مأتين.
ثم خرج أشهب بن بشر وهو من بجيلة في مائة وثمانين رجلا فأتى المعركة التي أصيب فيها هلال وأصحابه وصلى عليهم ودفن من قدر عليه منهم فوجه