فقد كذبتم لقوله: " وأزواجه أمهاتكم " وأما أنه محى اسمه من إمرة المؤمنين فقد سمعتم بأن النبي صلى الله عليه وآله أتاه سهيل بن عمرو وأبو سفيان للصلح يوم الحديبية فقال: اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله القصة ووالله لرسول الله صلى الله عليه وآله خير من علي وما خرج من النبوة بذلك.
فقال بعضهم: هذا من الذين قال الله تعالى: * (بل هم قوم خصمون) * وقال * (وتنذر به قوما لدا) * قال: ورجع منهم خلق كثير.
وناظر عبد الله بن يزيد الأباضي هشام بن الحكم قبل الرشيد فقال هشام: إنه لا مسألة للخوارج علينا فقال الأباضي: كيف ذاك؟ قال: لأنكم قوم قد اجتمعتم معنا على ولاية رجل وتعديله والإقامة بإمامته وفضله ثم فارقتمونا في عداوته والبراءة منه فنحن على إجماعنا وشهادتكم لنا وخلافكم لنا غير قادح في مذهبنا ودعواكم غير مقبولة علينا إذ الاختلاف لا يقابل بالاتفاق وشهادة الخصم لخصمه مقبولة وشهادته عليه مردودة غير مقبولة.
فقال يحيى بن خالد: قد قرب قطعه ولكن جاره شيئا فقال هشام: ربما انتهى الكلام إلى حد يغمض ويدق عن الافهام، والانصاف بالواسطة والواسطة إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه العصبية لي وإن كان من أصحابك لم أجبه في الحكم علي وإن كان مخالفا لنا جميعا لم يكن مأمونا علي ولا عليك ولكن يكون رجلا من أصحابي ورجلا من أصحابك فينظران فيما بيننا قال: نعم فقال هشام: لم يبق معه شئ.
ثم قال: إن هؤلاء القوم لم يزالوا معنا على ولاية أمير المؤمنين حتى كان من أمر الحكمين ما كان فأكفروه بالتحكيم وضللوه بذلك، والآن هذا الشيخ قد حكم رجلين مختلفين في مذهبهما أحدهما يكفره والآخر يعدله فإن كان مصيبا في ذلك فأمير المؤمنين أولى بالصواب وإن كان مخطئا فقد أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها والنظر في كفره وإيمانه أولى من النظر في إكفاره عليا عليه السلام.