بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٤٠٣
فقال صعصعة: عند الصباح يحمد القوم السرى ثم رجع إلى علي صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثل علي عليه السلام:
أراد رسولاي الوقوف فراوحا * يدا بيد ثم أسهما لي على السواء بؤسا للمساكين يا ابن صوحان أما لقد عهد إلي فيهم وإني لصاحبهم وما كذبت ولا كذبت وإن لهم يوما يدور فيه رحا المؤمنين على المارقين فيا ويحها حتفا ما أبعدها من روح الله ثم قال:
إذا الخيل جالت في الفتى وتكشفت * عوابس لا يسألن غير طعان فكرت جميعا ثم فرق بينها * سقى رمحه منها بأحمر قان فتى لا يلاقي القرن إلا بصدره * إذا أرعشت أحشاء كل جبان ثم رفع رأسه ويده إلى السماء وقال: اللهم اشهد ثلاثا قد أعذر من أنذر، وبك العون وإليك المشتكى وعليك التكلان وإياك ندرأ في نحورهم أبى القوم إلا تماديا في الباطل ويأبى الله إلا الحق فأين يذهب بكم عن حطب جهنم وعن طيب المغنم وأشار إلى أصحابه وقال: استعدوا لعدوكم فإنكم غالبوهم بإذن الله ثم قرأ عليهم آخر سورة آل عمران.
بيان: [قوله:] " يطأ صماخها بأخمصه " الأخمص من باطن القدم ما لم يبلغ الأرض وهو كناية عن الاستيلاء على الحرب وإذلال أهلها. ولعل " المكدود " هنا بمعنى الكاد. والطيش: الخفة. " وشاهت وجوهكم ": قبحت. والعل: الشربة الثانية أو الشرب بعد الشرب تباعا. والنهل: محركة أول الشرب. واستهدف له: دنا منه وانتصب له. وسيف حذم: قاطع. ويقال: حجل الطائر كنصر وضرب إذا نزى في مشيته أو بالخاء المعجمة ثم الجيم قال الجوهري: الخجل:
سوء احتمال الغنى وفي الحديث: إذا شبعتن خجلتن أي أشرتن وبطرتن انتهى.
[قوله:] " عند الصباح يحمد القوم السرى " قال الميداني: يضرب الرجل يحتمل المشقة رجاء الراحة.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533