فقال صعصعة: عند الصباح يحمد القوم السرى ثم رجع إلى علي صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثل علي عليه السلام:
أراد رسولاي الوقوف فراوحا * يدا بيد ثم أسهما لي على السواء بؤسا للمساكين يا ابن صوحان أما لقد عهد إلي فيهم وإني لصاحبهم وما كذبت ولا كذبت وإن لهم يوما يدور فيه رحا المؤمنين على المارقين فيا ويحها حتفا ما أبعدها من روح الله ثم قال:
إذا الخيل جالت في الفتى وتكشفت * عوابس لا يسألن غير طعان فكرت جميعا ثم فرق بينها * سقى رمحه منها بأحمر قان فتى لا يلاقي القرن إلا بصدره * إذا أرعشت أحشاء كل جبان ثم رفع رأسه ويده إلى السماء وقال: اللهم اشهد ثلاثا قد أعذر من أنذر، وبك العون وإليك المشتكى وعليك التكلان وإياك ندرأ في نحورهم أبى القوم إلا تماديا في الباطل ويأبى الله إلا الحق فأين يذهب بكم عن حطب جهنم وعن طيب المغنم وأشار إلى أصحابه وقال: استعدوا لعدوكم فإنكم غالبوهم بإذن الله ثم قرأ عليهم آخر سورة آل عمران.
بيان: [قوله:] " يطأ صماخها بأخمصه " الأخمص من باطن القدم ما لم يبلغ الأرض وهو كناية عن الاستيلاء على الحرب وإذلال أهلها. ولعل " المكدود " هنا بمعنى الكاد. والطيش: الخفة. " وشاهت وجوهكم ": قبحت. والعل: الشربة الثانية أو الشرب بعد الشرب تباعا. والنهل: محركة أول الشرب. واستهدف له: دنا منه وانتصب له. وسيف حذم: قاطع. ويقال: حجل الطائر كنصر وضرب إذا نزى في مشيته أو بالخاء المعجمة ثم الجيم قال الجوهري: الخجل:
سوء احتمال الغنى وفي الحديث: إذا شبعتن خجلتن أي أشرتن وبطرتن انتهى.
[قوله:] " عند الصباح يحمد القوم السرى " قال الميداني: يضرب الرجل يحتمل المشقة رجاء الراحة.