بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٤٠٢
لما بعث علي بن أبي طالب عليه السلام صعصعة بن صوحان إلى الخوارج قالوا له: أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه؟ قال: نعم قالوا:
فأنت إذا مقلد عليا دينك ارجع فلا دين لك!! فقال لهم صعصعة: ويلكم ألا أقلد من قلد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صديقا لم يزل أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا اشتدت الحرب قدمه في لهواتها فيطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بحده مكدودا في ذات الله عنه يعبر رسول الله والمسلمون فأين تصرفون؟ وأين تذهبون؟ وإلى من ترغبون؟ وعمن تصدفون؟
عن القمر الباهر والسراج الزاهر وصراط الله المستقيم وسبيل الله المقيم قاتلكم الله أنى تؤفكون أفي الصديق الأكبر والغرض الأقصى ترمون طاشت عقولكم وغارت حلومكم وشاهت وجوهكم لقد علوتم القلة من الجبل وباعدتم العلة من النهل أتستهدفون أمير المؤمنين عليه السلام ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله لقد سولت لكم أنفسكم خسرانا مبينا فبعدا وسحقا للكفرة الظالمين عدل بكم عن القصد الشيطان وعمي بكم عن واضح المحجة الحرمان.
فقال له عبد الله بن وهب الراسبي: نطقت يا ابن صوحان بشقشقة بعير وهدرت فأطنبت في الهدير أبلغ صاحبك أنا مقاتلوه على حكم الله والتنزيل فقال عبد الله بن وهب أبياتا قال العكلي الحرمازي ولا أدري أهي له أم لغيره:
كي تلزموا الحق وحده * ونضربكم حتى يكون لنا الحكم فإن تتبعوا حكم الاله يكن لكم * إذا ما اصطلحنا الحق والامن والسلم وإلا فإن المشرفية محذم * بأيدي رجال فيهم الدين والعلم فقال صعصعة كأني أنظر إليك يا أخا راسب مرملا بدمائك يحجل الطير بأشلائك لا تجاب لكم داعية ولا تسمع منكم واعية يستحل ذلك منكم إمام هدى قال الراسبي:
سيعلم الليث إذا التقينا * دور الرحا عليه أو علينا أبلغ صاحبك أنا غير راجعين عنه أو يقر لله بكفره أو يخرج عن ذنبه فإن الله قابل التوب شديد العقاب وغافر الذنب، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج!!
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533