فخرج زياد بن خصفة حتى أتى داره وجمع أصحابه وأخذ معه منهم مائة وثلاثين رجلا وخرج حتى أتى دير أبي موسى.
وروى بإسناده عن عبد الله بن وال التيمي قال: إني لعند أمير المؤمنين عليه السلام إذا يبج (1) قد جاءه يسعى بكتاب من قرظة بن كعب الأنصاري وكان أحد عماله يخبره بأن خيلا مرت من قبل الكوفة متوجهة [نحو " نفر "] وأن رجلا من دهاقين أسفل الفرات قد أسلم وصلى يقال له زاذان فروخ فلقوه فقالوا له: أمسلم أنت؟ قال: نعم قالوا: فما تقول في علي؟ قال:
أقول: إنه أمير المؤمنين عليه السلام وسيد البشر ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله. فقالوا: كفرت يا عدو الله ثم حملت عليه عصابة منهم فقطعوه بأسيافهم!! وأخذوا معه رجلا من أهل الذمة يهوديا فقالوا: خلوا سبيل هذا لا سبيل لكم عليه.
فكتب إليه أمير المؤمنين عليه السلام:
أما بعد فقد فهمت ما ذكرت من أمر العصابة التي مرت بعملك فقتلت البر المسلم وأمن عندهم المخالف المشرك وإن أولئك قوم استهواهم الشيطان فضلوا كالذين حسبوا أن لا تكون فتنة فعموا وصموا فأسمع بهم وأبصر يوم يحشر أعمالهم فالزم عملك وأقبل على خراجك فإنك كما ذكرت في طاعتك ونصيحتك والسلام.
وكتب عليه السلام إلى زياد بن خصفة:
أما بعد فقد كنت أمرتك أن تنزل دير أبي موسى حتى يأتيك أمري وذلك أني لم أكن علمت أين توجه القوم وقد بلغني أنهم أخذوا نحو قرية من قرى