أفضل من معاوية فأثبتاني في الخلافة " فإذا كنت شاكا في نفسك فنحن فيك أشد وأعظم شكا!!
فقال عليه السلام: إنما أردت بذلك النصفة فإني لو قلت أحكما لي وذرا معاوية لم يرض ولم يقبل ولو قال النبي صلى الله عليه وآله لنصارى نجران لما قدموا عليه: تعالوا حتى نبتهل واجعل لعنة الله عليكم لم يرضوا ولكن أنصفهم من نفسه كما أمره الله تعالى فقال: * (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * فأنصفهم عن نفسه فكذلك فعلت أنا ولم أعلم بما أراد عمرو بن العاص من خدعه أبا موسى.
قالوا: فإنا نقمنا عليك أنك حكمت حكما في حق هو لك.
فقال: إن رسول الله حكم سعد بن معاذ في بني قريظة ولو شاء لم يفعل وأنا اقتديت به فهل بقي عندكم شئ؟.
فسكتوا وصاح جماعة منهم من كل ناحية التوبة التوبة يا أمير المؤمنين واستأمن إليه ثمانية آلاف وبقي على حربه أربعة آلاف فأمر عليه السلام المستأمنين بالاعتزال عنهم في ذلك الوقت وتقدم بأصحابه حتى دنا منهم وتقدم عبد الله بن وهب وذو الثدية حرقوص وقالا: ما نريد بقتالنا إياك إلا وجه الله والدار الآخرة فقال علي عليه السلام: " هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ".
ثم التحم القتال بين الفريقين واستعر الحرب بلظاها وأسفرت عن زرقة صبحها وحمرة ضحاها فتجادلوا وتجالدوا بألسنة رماحها وحداد ظباها فحمل فارس من الخوارج يقال له الأخنس الطائي وكان شهد صفين مع علي عليه السلام فحمل وشق الصفوف يطلب عليا عليه السلام فبدره علي بضربة فقتله فحمل ذو الثدية ليضرب عليا فسبقه علي عليه السلام وضربه ففلق البيضة ورأسه فحمله فرسه وهو لما به فألقاه في آخر المعركة في حرف دالية على شط النهروان وخرج من بعده ابن عمه مالك بن الوضاح وحمل على علي عليه السلام