بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٣٥٣
يردده أنهم لما ساموه أن يقر بالكفر ويتوب حتى يسيروا معه إلى الشام فقال:
أبعد صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله والتفقه في دين الله أرجع كافرا ثم قال:
يا شاهد الله علي فاشهد * أني على دين النبي أحمد من شك في الله فإني مهتدي * يا رب فاجعل في الجنان موردي وروى أيضا في الكامل أن عليا عليه السلام في أول خروج القوم عليه دعا صعصعة بن صوحان العبدي وقد كان وجهه إليهم زياد بن النضر الحارثي مع عبد الله بن عباس فقال لصعصعة بن صوحان: بأي القوم رأيتهم أشد إطافة؟
فقال بيزيد بن قيس الأرحبي.
فركب علي عليه السلام إلى حروراء فجعل يتخللهم حتى صار إلى مضرب يزيد بن قيس فصلى فيه ركعتين ثم خرج فاتكأ على قوسه وأقبل على الناس فقال: هذا مقام من فلج فيه فلج إلى يوم القيامة ثم كلمهم وناشدهم فقالوا: إنا أذنبنا ذنبا عظيما بالتحكيم وقد تبنا فتب إلى الله كما تبنا نعدلك. فقال علي عليه السلام: أنا أستغفر الله من كل ذنب.
فرجعوا وهم ستة آلاف فلما استقروا بالكوفة أشاعوا أن عليا عليه السلام رجع عن التحكيم ورآه ضلالا وقالوا: إنما ينتظر أمير المؤمنين أن يسمن الكراع ويجبي المال ثم ينهض بنا إلى الشام.
فأتى الأشعث عليا عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد تحدثوا أنك رأيت الحكومة ضلالا والإقامة عليها كفرا.
فقام علي عليه السلام فخطب فقال: من زعم أني رجعت عن الحكومة فقد كذب ومن رآها ضلالا فقد ضل. فخرجت حينئذ الخوارج من المسجد فحكمت.
ثم قال ابن أبي الحديد: كل فساد كان في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وكل اضطراب حدث فأصله الأشعث ولولا محاقة أمير المؤمنين عليه السلام
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533