يردده أنهم لما ساموه أن يقر بالكفر ويتوب حتى يسيروا معه إلى الشام فقال:
أبعد صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله والتفقه في دين الله أرجع كافرا ثم قال:
يا شاهد الله علي فاشهد * أني على دين النبي أحمد من شك في الله فإني مهتدي * يا رب فاجعل في الجنان موردي وروى أيضا في الكامل أن عليا عليه السلام في أول خروج القوم عليه دعا صعصعة بن صوحان العبدي وقد كان وجهه إليهم زياد بن النضر الحارثي مع عبد الله بن عباس فقال لصعصعة بن صوحان: بأي القوم رأيتهم أشد إطافة؟
فقال بيزيد بن قيس الأرحبي.
فركب علي عليه السلام إلى حروراء فجعل يتخللهم حتى صار إلى مضرب يزيد بن قيس فصلى فيه ركعتين ثم خرج فاتكأ على قوسه وأقبل على الناس فقال: هذا مقام من فلج فيه فلج إلى يوم القيامة ثم كلمهم وناشدهم فقالوا: إنا أذنبنا ذنبا عظيما بالتحكيم وقد تبنا فتب إلى الله كما تبنا نعدلك. فقال علي عليه السلام: أنا أستغفر الله من كل ذنب.
فرجعوا وهم ستة آلاف فلما استقروا بالكوفة أشاعوا أن عليا عليه السلام رجع عن التحكيم ورآه ضلالا وقالوا: إنما ينتظر أمير المؤمنين أن يسمن الكراع ويجبي المال ثم ينهض بنا إلى الشام.
فأتى الأشعث عليا عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد تحدثوا أنك رأيت الحكومة ضلالا والإقامة عليها كفرا.
فقام علي عليه السلام فخطب فقال: من زعم أني رجعت عن الحكومة فقد كذب ومن رآها ضلالا فقد ضل. فخرجت حينئذ الخوارج من المسجد فحكمت.
ثم قال ابن أبي الحديد: كل فساد كان في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وكل اضطراب حدث فأصله الأشعث ولولا محاقة أمير المؤمنين عليه السلام