بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٣٤٩
فقال رجل منهم من بني سعد: إنما حضرت اغترارا بهذا الرجل - يعني عبد الله وأراه قد شك واعتزل عن الحرب بجماعة من الناس.
وما ألف منهم إلى جهة أبي أيوب الأنصاري وكان على ميمنة علي عليه السلام فقال لأصحابه: احملوا عليهم فوالله لا يقتل منكم عشرة ولا يسلم منهم عشرة. فحمل عليهم فطحنهم طحنا [و] قتل من أصحابه عليه السلام تسعة وأفلت من الخوارج ثمانية.
وذكر المبرد وغيره أيضا أن أمير المؤمنين عليه السلام لما وجه إليهم عبد الله بن العباس ليناظرهم قال لهم: ما الذي نقمتم على أمير المؤمنين قالوا له:
قد كان للمؤمنين أميرا فلما حكم في دين الله خرج من الايمان فليتب بعد إقراره بالكفر نعد إليه.
قال ابن عباس: ما ينبغي لمؤمن لم يشب إيمانه بشك أن يقر على نفسه بالكفر.
قالوا: إنه أمر بالتحكيم. قال: إن الله أمر بالتحكيم في قتل صيد فقال " يحكم به ذوا عدل منكم " [95 / المائدة] فكيف في إمامة قد أشكلت على المسلمين؟ فقالوا: إنه قد حكم عليه فلم يرض. قال: إن الحكومة كالإمامة ومتى فسق الامام وجبت معصيته وكذلك الحكمان لما خالفا نبذت أقاويلهما. فقال بعضهم لبعض:
اجعلوا احتجاج قريش حجة عليهم فإن هذا من الذين قال الله فيهم: * (بل هم قوم خصمون) * [58 / الزخرف] وقال جل ثناؤه: * (وتنذر به قوما لدا) * [97 / مريم].
وقال المبرد: أول من حكم عروة بن أدية وقيل رجل من بني محارب يقال له سعيد. ولم يختلفوا في اجتماعهم على عبد الله بن وهب الراسبي وأنه امتنع عليهم وأومى إلى غيره فلم يرضوا إلا به فكان إمام القوم وأول سيف سل من سيوف الخوارج سيف عروة بن أدية وذاك إنه أقبل على الأشعث فقال له: ما هذه الدنية يا أشعث وما هذا التحكيم أشرط أوثق من شرط الله عز وجل؟ ثم شهر عليه السيف والأشعث مول فضرب به عجز بغلته.
وعروة [هذا] من الذين نجوا من حرب النهروان فلم يزل باقيا مدة في
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533