قالوا: فما تقول في أبي بكر وعمر فأثنى خيرا قالوا: فما تقول في علي بعد التحكيم وفي عثمان في السنين الست الأخيرة فأثنى خيرا. قالوا: فما تقول في التحكيم والحكومة؟ قال: إن عليا أعلم بالله منكم وأشد توقيا على دينه وأنفذ بصيرة.
فقالوا: إنك لست بمتبع الهدى إنما تتبع الرجال على إيمانهم ثم قربوه إلى النهر فأضجعوه وذبحوه.
قال: وساوموا رجلا نصرانيا بنخلة له فقال: هي لكم فقالوا: ما كنا لنأخذها إلا بثمن. فقال: وا عجباه أتقتلون مثل عبد الله بن خباب ولا تقبلون جنا نخلة.
وروى أبو عبيدة قال: طعن واحد من الخوارج يوم النهروان فمشى في الرمح وهو شاهر سيفه إلى أن وصل إلى طاعنه فقتله وهو يقرأ " وعجلت إليك رب لترضى ".
قال: استنطقهم علي عليه السلام بقتل ابن خباب فأقروا به فقال:
انفردوا كتائب لاسمع قولكم كتيبة كتيبة فتكتبوا كتائب وأقرت كل كتيبة بما أقرت به الأخرى من قتل ابن خباب وقالوا: لنقتلنك كما قتلناه.
فقال: والله لو أقر أهل الدنيا كلهم بقتله هكذا وأنا أقدر على قتلهم لقتلتهم ثم التفت إلى أصحابه فقال: شدوا عليهم فأنا أول من يشد عليهم وحمل بذي الفقار حملة منكرة ثلاث مرات كل حملة يضرب به حتى يعوج متنه ثم يخرج فيسويه بركبتيه ثم يحمل به حتى أفناهم.
وروى محمد بن حبيب قال: خطب علي عليه السلام الخوارج يوم النهر فقال لهم:
نحن أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وعنصر الرحمة ومعدن العلم والحكمة نحن أفق الحجاز بنا يلحق البطئ والينا يرجع التائب أيها الناس إني نذير لكم أن تصبحوا صرعى بأهضام هذا الوادي.