قد قعد عن نصرتي منكم رجال وأنا عليهم عاتب زار فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبونا ونرى منهم ما نحب.
بيان: قال الجوهري: زريت عليه بالفتح إذا عتبت عليه. وقال: أعتبني فلان إذا عاد إلى مسرتي راجعا عن الإساءة.
335 - مجالس المفيد: المرزباني عن محمد بن موسى عن محمد بن سهل عن هشام بن محمد بن السائب عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن الحارث بن حصيرة:
عن عبد الرحمان بن عبيد أبي الكنود قال: قدم أمير المؤمنين عن البصرة إلى الكوفة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب فأقبل حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد فالحمد لله الذي نصر وليه وخذل عدوه وأعز الصادق المحق وأذل الكاذب المبطل عليكم يا أهل هذا المصر بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وآله الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه من المنتحلين المدعين الغالين الذين يتفضلون بفضلنا ويجاحدوناه وينازعونا حقنا ويدفعونا عنه وقد ذاقوا وبال ما اجترموا فسوف يلقون غيا.
إنه قد قعد عن نصري رجال منكم فأنا عليهم عاتب زار فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبوا أو نرى منهم ما نرضى.
قال: فقام إليه مالك بن حبيب التميمي ثم اليربوعي - وكان صاحب شرطته - فقال: والله إني لأرى الهجر وإسماع المكروه لهم قليلا والله لئن أمرتنا لنقتلنهم.
فقال له أمير المؤمنين يا مال جزت المدى وعدوت الحق وأغرقت في