بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٣٠٩
رسول الله ليس ذا بموطن صبر هذا موطن شكر!! قال: أجل أصبت فأعد للخصومة فإنك مخاصم. فقلت: يا رسول الله لو بينت لي قليلا فقال: إن أمتي ستفتن من بعدي فتتأول القرآن وتعمل بالرأي وتستحل الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع وتحرف الكتاب عن مواضعه وتغلب كلمة الضلال فكن حلس بيتك حتى تقلدها فإذا قلدتها جاشت عليك الصدور وقلبت لك الأمور تقاتل حينئذ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فليست حالهم الثانية بدون حالهم الأولى. فقلت: يا رسول الله فبأي المنازل أنزل هؤلاء المفتونين من بعدك؟ أبمنزلة فتنة أم بمنزلة ردة؟ فقال: بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل. فقلت: يا رسول الله أيدركهم العدل منا أم من غيرنا؟
فقال: بل منا، بنا فتح الله وبنا يختم وبنا ألف الله بين القلوب بعد الشرك وبنا يؤلف بين القلوب بعد الفتنة. فقلت: الحمد لله على ما وهب لنا من فضله.
وقال عند قوله (عليه السلام) في الخطبة الشقشقية: " فلما نهضت بالامر نكثت. طائفة ومرقت أخرى وفسقت آخرون " ما هذا لفظه: فأما الطائفة الناكثة فهم أصحاب الجمل، وأما الطائفة القاسطة فأصحاب صفين وسماهم رسول الله صلى الله عليه وآله القاسطين، وأما الطائفة المارقة فأصحاب النهروان.
وأشرنا نحن بقولنا: سماهم رسول الله القاسطين إلى قوله: " ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين " وهذا الخبر من دلائل نبوته صلوات الله عليه، لأنه إخبار صريح بالغيب لا يحتمل التمويه والتدليس كما تحتمله الاخبار المجملة.
وصدق قوله عليه السلام: " والمارقين " (1). قوله أولا في الخوارج:

(١) كذا في شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة: ج ١ ص ١٧٠، ط الحديث ببيروت، وفي ط الكمباني من البحار: " وصدق لقوله صلى الله عليه وآله:
" والمارقين " قوله أولا في الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ".
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447