[ف] قلت: يا رسول الله أرشدني [إلى] الفلج قال: إذا رأيت قومك قد عدلوا عن الهدى إلى الضلال فخاصمهم فإن الهدى من الله والضلال من الشيطان.
يا علي إن الهدى هو اتباع أمر الله دون الهوى والرأي وكأنك بقوم قد تأولوا القرآن وأخذوا بالشبهات واستحلوا الخمر بالنبيذ والبخس بالزكاة والسحت بالهدية. قلت: يا رسول الله فما هم إذا فعلوا ذلك؟ أهم أهل فتنة أم أهل ردة؟ فقال: هم أهل فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل.
فقلت: يا رسول الله العدل منا أم من غيرنا؟ فقال: بل منا بنا فتح الله وبنا يختم الله وبنا ألف الله بين القلوب بعد الشرك وبنا يؤلف الله بين القلوب بعد الفتنة. فقلت الحمد لله على ما وهب لنا من فضله.
بيان: " والبخس بالزكاة " لعل المراد به أنهم يبخسون المكيال والميزان وأموال الناس ثم يتداركون ذلك بالزكوات والصدقات من المال الحرام و [قوله:] " والسحت بالهدية " أي يأخذون الرشوة بالحكم ويسمونها الهدية.
258 - معاني الأخبار: ابن الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله في حديث طويل يقول في آخره: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لام سلمة رضي الله عنها: يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة.
يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة.
يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لواء الحمد غدا في القيامة.