بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٢٧٣
فأمسك عنهن [أمير المؤمنين] ثم قال: أين منزل عائشة؟ فأومأن إلى حجرة في الدار فحملنا عليا عن دابته فأنزلناه فدخل عليها فلم أسمع من قول علي شيئا إلا أن عائشة كانت امرأة عالية الصوت فسمعنا [قولها] كهيئة المعاذير: أني لم أفعل ثم خرج علينا أمير المؤمنين فحملناه على دابته فعارضته امرأة من قبل الدار فقال: أين صفية قالت: لبيك يا أمير المؤمنين قال: ألا تكفين عني هؤلاء الكلبات التي يزعمن أني قاتل الأحبة لو قتلت الأحبة لقتلت من في تلك الدار - وأومى بيده إلى ثلاث حجر في الدار - [قال:] فضربنا بأيدينا على قوائم السيوف وضربنا بأبصارنا إلى الحجر التي أومى إليها فوالله ما بقيت في الدار باكية إلا سكنت ولا قائمة إلا جلست.
قلت: يا أبا القاسم فمن كان في تلك الثلاث حجر!! قال: أما واحدة فكان فيها مروان بن الحكم جريحا ومعه شباب قريش جرحى.
وأما الثانية فكان فيها عبد الله بن الزبير ومعه آل الزبير جرحى.
وأما الثالثة فكان فيها رئيس أهل البصرة يدور مع عائشة أين ما دارت.
قلت: يا أبا القسم هؤلاء أصحاب القرحة فهلا ملتم عليهم بهذه السيوف؟ قال: يا ابن أخي أمير المؤمنين كان أعلم منك وسعهم أمانه إنما لما هزمنا القوم نادى مناديه: " لا يدفف على جريح ولا يتبع مدبر، ومن ألقى سلاحه فهو آمن " سنة يستن بها بعد يومكم هذا.
ثم مضى ومضينا معه حتى انتهينا إلى المعسكر. فقام إليه ناس من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) منهم أبو أيوب الأنصاري وقيس بن سعد وعمار بن ياسر وزيد بن حارثة وأبو ليلى فقال: ألا أخبركم بسبعة [هم] من أفضل الخلق يوم يجمعهم الله تعالى؟ قال أبو أيوب: بلى والله فأخبرنا يا أمير - المؤمنين فإنك كنت تشهد ونغيب قال: فإن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله تعالى سبعة من بني عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر ولا يجحد إلا جاحد.
قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: ما اسمهم يا أمير المؤمنين فلنعرفنهم؟
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447