بيان: " كن حلس بيتك " بالكسر أي ملازما له غير مفارق بالخروج للقتال ودفع أهل الضلال. والضمير " في تقلدها " و " قلدتها " على المجهول فيهما راجع إلى الخلافة والامارة، والتقليد مأخوذ من عقد القلادة على الاستعارة وتقليدهم: إطاعتهم وتركهم العناد " وجاش القدر " بالهمز وغيره: غلا.
" وقلبت لك الأمور " أي دبروا أنواع المكائد والحيل لدفعك.
192 - نهج البلاغة: قيل: إن الحارث بن حوط أتاه عليه السلام فقال: أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟ فقال: يا حار إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت. إنك لم تعرف الحق فتعرف أهله ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه!! فقال الحارث: فإني أعتزل مع سعد بن مالك وعبد الله بن عمر.
فقال: إن سعدا وعبد الله بن عمر لم ينصرا الحق ولم يخذلا الباطل.
بيان " نظرت تحتك " أي نظرت في أعمال الناكثين بظاهر الاسلام الذين هم دونك في الرتبة لبغيهم على إمام الحق فاغتررت بشبهتهم واقتديت بهم ولم تنظر إلى من هو فوقك وهو إمامك الواجب الطاعة ومن تبعه من المهاجرين والأنصار ولا سمعت حكمهم بكون خصومهم على الباطل فكان ذلك سبب حيرتك.
ويحتمل أن يكون [معنى] نظره تحته كناية عن نظره إلى باطل هؤلاء وشبههم المكتسبة عن محبة الدنيا، ونظره فوقه كناية عن نظره إلى الحق وتلقيه من الله.
أو المعنى نظرت إلى هذا الامر الذي يستولي عليه فكرك وهو خطر قتال أهل القبلة ولم تنظر إلى الامر العالي الذي هو فوق نظرك من وجوب قتالهم لبغيهم وفسادهم وخروجهم على الإمام العادل.