بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٢٤٤
بيان: " كن حلس بيتك " بالكسر أي ملازما له غير مفارق بالخروج للقتال ودفع أهل الضلال. والضمير " في تقلدها " و " قلدتها " على المجهول فيهما راجع إلى الخلافة والامارة، والتقليد مأخوذ من عقد القلادة على الاستعارة وتقليدهم: إطاعتهم وتركهم العناد " وجاش القدر " بالهمز وغيره: غلا.
" وقلبت لك الأمور " أي دبروا أنواع المكائد والحيل لدفعك.
192 - نهج البلاغة: قيل: إن الحارث بن حوط أتاه عليه السلام فقال: أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟ فقال: يا حار إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت. إنك لم تعرف الحق فتعرف أهله ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه!! فقال الحارث: فإني أعتزل مع سعد بن مالك وعبد الله بن عمر.
فقال: إن سعدا وعبد الله بن عمر لم ينصرا الحق ولم يخذلا الباطل.
بيان " نظرت تحتك " أي نظرت في أعمال الناكثين بظاهر الاسلام الذين هم دونك في الرتبة لبغيهم على إمام الحق فاغتررت بشبهتهم واقتديت بهم ولم تنظر إلى من هو فوقك وهو إمامك الواجب الطاعة ومن تبعه من المهاجرين والأنصار ولا سمعت حكمهم بكون خصومهم على الباطل فكان ذلك سبب حيرتك.
ويحتمل أن يكون [معنى] نظره تحته كناية عن نظره إلى باطل هؤلاء وشبههم المكتسبة عن محبة الدنيا، ونظره فوقه كناية عن نظره إلى الحق وتلقيه من الله.
أو المعنى نظرت إلى هذا الامر الذي يستولي عليه فكرك وهو خطر قتال أهل القبلة ولم تنظر إلى الامر العالي الذي هو فوق نظرك من وجوب قتالهم لبغيهم وفسادهم وخروجهم على الإمام العادل.

١٩٢ - رواه السيد الرضي في المختار: (٢٦٢) من قصار نهج البلاغة، وقد رويناه عن مصادر في المختار: (٩٦) من نهج السعادة: ج ١، ص 312 ط 2.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447