بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٩١
فلما صرنا إلى باب بالدار جلست بالباب ورفع على الشملة ودخله وسلم فسمعت دحية يقول: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قال: اجلس فخذ رأس أخيك وابن عمك من حجري فأنت أولى الناس به، فجلس علي (عليه السلام) وأخذ رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعله في حجره وخرج دحية من البيت، فقال على:
ادخل يا حذيفة فدخلت وجلست فلما كان بأسرع أن انتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فضحك في وجه علي (عليه السلام) ثم قال: يا أبا الحسن من حجر من أخذت رأسي؟ فقال: من حجر دحية الكلبي، فقال: ذلك جبرئيل (عليه السلام)، فما قلت له حين دخلت؟ وما قال لك؟ قال: دخلت فسلمت فقال لي: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله و بركاته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا علي سلمت عليك ملائكة الله وسكان سماواته بإمرة المؤمنين من قبل أن يسلم عليك أهل الأرض، يا علي إن جبرئيل (عليه السلام) فعل ذلك من أمر الله تعالى، وقد أوحى إلى عن ربي عز وجل من قبل دخولك أن أفرض ذلك على الناس، وأنا فاعل ذلك إن شاء الله تعالى.
فلما كان من الغد بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى ناحية فدك في حاجة فلبثت أياما فقدمت فوجدت الناس يتحدثون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الناس أن يسلموا على على (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، وأن جبرئيل (عليه السلام) أتاه بذلك عن الله عز وجل، فقلت: صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا قد سمعت جبرئيل (عليه السلام) يسلم على علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، وحدثتهم الحديث، فسمعني عمر بن الخطاب وأنا أحدث الناس في المسجد، فقال لي أنت رأيت جبرئيل وسمعته؟ اتق القول، فقد قلت قولا عظيما أو قد خولط بك، فقلت نعم أنا سمعت ذلك ورأيته، فأرغم الله أنف من رغم فقال يا أبا عبد الله لقد رأيت وسمعت عجبا.
قال حذيفة: وسمعني بريدة بن الحصيب الأسلمي (1) وأنا أحدث ببعض .

(١) حديث التسليم على على بإمرة المؤمنين قد مر باسناد كثيرة في تاريخ مولانا أمير المؤمنين ج ٣٧ - الباب ٥٤، وينص على ذلك ما أخرجه عن كتاب كشف اليقين 75 - 76 نقلا من كتاب المعرفة تأليف عباد بن يعقوب الرواجني باسناده عن بريدة بن الحصيب الأسلمي راجعه ان شئت وسيأتي نصه في باب احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم انشاء الله
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست