بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٧
كما أخذت الأمم من قبلكم ذراعا بذراع، وشبرا بشبر، وباعا بباع، حتى لو أن أحدا من أولئك دخل جحر ضب لدخلتموه.
قال: (1) قال أبو هريرة: وإن شئتم فاقرؤا القرآن " كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم " قال أبو هريرة: والخلاق الدين " فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم " (2) حتى فرغ من الآية.
قالوا: يا نبي الله فما صنعت اليهود والنصارى؟ قال: وما الناس إلا هم (3).
بيان: تفسير الخلاق بالدين غريب، والمشهور في اللغة والتفسير أنه بمعنى النصيب، ولعل المعنى أنهم جعلوا ما أصابهم من الدين وسيلة لتحصيل اللذات الفانية الدنيوية.
قال الطبرسي رحمه الله تعالى: " فاستمتعوا بخلاقهم " أي بنصيبهم وحظهم من الدنيا أي صرفوها في شهواتهم المحرمة عليهم، وفيما نهاهم الله عنه، ثم أهلكوا " وخضتم " أي دخلتم في الباطل (4).
وقال: وردت الرواية عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: ما أشبه الليلة بالبارحة، كالذين من قبلكم هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم، لا أعلم إلا أنه قال:
والذي نفسي بيده لتتبعنهم حتى لو دخل الرجل منهم جحر ضب لدخلتموه (5).

(١) يعنى سعيدا الراوي عن أبي هريرة، وقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي هريرة أنه قال: الخلاق الدين، راجع الدر المنثور ج ٣ ص ٢٥٥.
(2) براءة: 69.
(3) أمالي الطوسي ج 1 ص 272 - 273.
(4) مجمع البيان ج 5 ص 48.
(5) وهكذا أخرج الحديث ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس بلفظه، راجع در السيوطي ج 3 ص 255
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست