بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٨
وروى مثل ذلك عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
لتأخذن كما أخذت الأمم من قبلكم ذراعا بذراع وشبرا بشبر، وباعا بباع حتى لو أن أحدا من أولئك دخل جحر لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله كما صنعت فارس والروم وأهل الكتاب؟ قال: فهل الناس إلا هم (1).
وقال عبد الله بن مسعود: أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا وهديا، تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أنى لا أدرى أتعبدون العجل أم لا؟ وقال حذيفة:
المنافقون الذين فيكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلنا: وكيف؟ قال أولئك كانوا يخفون نفاقهم، وهؤلاء أعلنوه، أورد جميعها الثعلبي في تفسيره (2).
11 - تفسير علي بن إبراهيم: " لتركبن طبقا عن طبق " (3) يقول: حالا بعد حال، لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة لا تخطئون طريقهم، ولا يخطأ شبر بشبر، وذراع بذراع، وباع بباع، حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه، قالوا: اليهود والنصارى تعنى يا رسول الله؟ قال: فمن أعني؟
لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة، فيكون أول ما تنقضون من دينكم الأمانة وآخره الصلاة (4).
بيان: قال في النهاية: القذذ ريشه السهم، ومنه الحديث " لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة " أي كما يقدر كل واحدة منها على قدر صاحبتها

(١) ترى الحديث بلفظه في صحيح البخاري الباب ٥٠ من كتاب الأنبياء والباب ١٤ من كتاب الاعتصام، صحيح مسلم الحديث ٦ من كتاب العلم، سنن ابن ماجة الباب ١٧ من كتاب الفتن، مسند الإمام أحمد بن حنبل. ج 2 ص 325، و 327 و 336 و 367 و 450، و 511 و 527 ح 3 ص 84 و 89 و 94 (2) مجمع البيان ج 5 ص 49.
(3) الانشقاق، 19.
(4) تفسير القمي: 718، ومثله في مسند ابن حنبل ج 4 ص 125.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست