بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢١١
والأرض.
فقال له عمر بن الخطاب: اسكت يا خالد فلست من أهل الشورى ولا ممن يرضى بقوله، فقال خالد بل اسكت أنت يا ابن الخطاب، فوالله إنك لتعلم أنك لتنطق بغير لسانك، وتعتصم بغير أركانك، والله إن قريشا لتعلم أنك ألأمها حسبا وأقلها أدبا وأخملها ذكرا وأقلها غناء عن الله عز وجل وعن رسوله، وإنك لجبان عند الحرب، بخيل في الجدب، لئيم العنصر، مالك في قريش مفخر، قال فأسكته خالد فجلس.
2 - ثم قام أبو ذر رحمة الله عليه فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما بعد يا معاشر المهاجرين والأنصار! لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الامر لعلي (عليه السلام) بعدي ثم للحسن والحسين ثم في أهل بيتي، من ولد الحسين عليهم السلام، فأطرحتم قول نبيكم، وتناسيتم ما أوعز إليكم واتبعتم الدنيا، و تركتم نعيم الآخرة الباقية التي لا يهدم بنيانها، ولا يزول نعيمها، ولا يحزن أهلها ولا يموت سكانها، وكذلك الأمم التي كفرت بعد أنبيائها، بدلت، وغيرت، فحاذيتموها حذو القذة بالقذة، والنعل بالنعل، فعما قليل تذوقون وبال أمركم، وما الله بظلام للعبيد.
3 - ثم قام سلمان الفارسي رضي الله عنه (1) فقال: يا أبا بكر إلى من تسند أمرك إذا نزل بك القضاء، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلم، وفي القوم من هو أعلم منك، وأكثر في الخير أعلاما ومناقب منك، وأقرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قرابة

(1) قال ابن شاذان في الايضاح 457 أن ابن عمر قال لما بايع الناس أبا بكر:
سمعت سلمان الفارسي يقول كرديد ونكرديد، اما والله لقد فعلتم فعلة أطعتم فيها الطلقاء ولعناء رسول الله، قال ابن عمر: فلما سمعت سلمان يقول ذلك أبغضته وقلت: لم يقل هذا الا بغضنا منه لأبي بكر، قال: فأبقاني الله حتى رأيت مروان بن الحكم يخطب على منبر رسول الله، فقلت: رحم الله أبا عبد الله، لقد قال ما قال بعلم كان عنده.
وروى السيد المرتضى في الشافي 402 مثل ذلك بتغيير يسير.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست