بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢١٢
وقدحة في حياته، وقد أو عز إليكم فتركتم قوله، وتناسيتم وصيته، فعما قليل يصفو لك الامر حين تزور القبور وقد أثقلت ظهرك من الأوزار، لو حملت إلى قبرك لقدمت على ما قدمت، فلو راجعت الحق وأنصفت أهله، لكان ذلك نجاة لك يوم تحتاج إلى عملك، وتفرد في حفرتك بذنوبك، وقد سمعت كما سمعنا، و رأيت كما رأينا، فلم يردعك ذلك عما أنت له فاعل، فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر.
4 - ثم قام المقداد بن الأسود - ره - فقال: يا أبا بكر أربع على نفسك، وقس شبرك بفترك، والزم بيتك، وابك على خطيئتك، فان ذلك أسلم لك في حياتك و مماتك، ورد هذا الامر إلى حيث جعله الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله)، ولا تركن إلى الدنيا ولا يغرنك من قد ترى من أوغادها، فعما قليلا تضمحل دنياك، ثم تصير إلى ربك فيجزيك بعملك، وقد علمت أن هذا الامر لعلي وهو صاحبه بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد نصحتك إن قبلت نصحي.
5 - ثم قام بريدة الأسلمي فقال يا أبا بكر نسيت أم تناسيت، أم خادعتك نفسك أما تذكر إذ أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسلمنا على علي بإمرة المؤمنين، ونبينا بين أظهرنا؟ فاتق الله ربك، وأدرك نفسك قبل أن لا تدركها، وأنقذها من هلكتها، ودع هذا الامر، وكله إلى من هو أحق به منك، ولا تماد في غيك، وارجع و أنت تستطيع الرجوع، وقد منحتك نصحي، وبذلك لك ما عندي، وإن قبلت وفقت ورشدت.
6 - ثم قام عبد الله بن مسعود فقال: يا معشر قريش قد علمتم وعلم خياركم أن أهل بيت نبيكم أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منكم، وإن كنتم إنما تدعون هذا الامر بقرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتقولون ان السابقة لنا. فأهل بيت نبيكم أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منكم، وأقدم سابقة منكم، وعلي بن أبي طالب صاحب هذا الامر بعد نبيكم، فأعطوه ما جعله الله له، ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست