بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٩٨
الحق من الباطل يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت أم خدعتك نفسك: سولت لك الأباطيل أو لم تذكر ما أمرنا به رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تسمية على (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، والنبي بين أظهرنا، وقوله في عدة أوقات: هذا أمير المؤمنين، وقاتل القاسطين، فاتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها، وأنقذها مما يهلكها، واردد الامر إلى من هو أحق به منك، ولا تتماد في اغتصابه، وراجع وأنت تستطيع أن تراجع، فقد محصنتك النصح، ودللتك على طريق النجاة، فلا تكونن ظهيرا للمجرمين.
6 - ثم قام عمار بن ياسر فقال: يا معاشر قريش يا معاشر المسلمين إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا أن أهل بيت نبيكم أولى به وأحق بإرثه، وأقوم بأمور الدين وآمن على المؤمنين، وأحفظ لملته، وأنصح لامته، فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم، ويضعف أمركم، ويظفر عدوكم، ويظهر شتاتكم وتعظم الفتنة بكم، وتختلفون فيما بينكم، ويطمع فيكم عدوكم، فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الامر منكم، وعلي من بينهم وليكم بعهد الله، وبرسوله، وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سد النبي (صلى الله عليه وآله) أبوابكم التي كانت إلى المسجد فسدها كلها غير بابه (1) وإيثاره إياه بكريمته فاطمة دون

(١) حديث سد الأبواب الا باب على (عليه السلام) قد مر في ج ٣٩ ص ١٩ - ٣٤ من بحار الأنوار تاريخ مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخرج المؤلف العلامة من روايات الفريقين في ذلك ما فيه غناء وكفاية، وان شئت راجع ذيل الاحقاق ج ٥ ص ٥٤٠ - ٥٨٦، فقد أخرجه عن الترمذي ج ١٣ ص ١٧٣ ط الصاوي بمصر، وهو في ط الاعتماد ج ٥ ص ٣٠٥ تحت الرقم ٣٨١٥، وعن النسائي في الخصائص: ١٣ و ١٤، الحافظ أبى نعيم في الحلية ٤ / ١٥٣ ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٣٨، ابن حنبل في مسنده ج ٤ ص ٣٦٩، الحاكم في مستدركه ٣ / ١٢٥ وللعلامة الأميني قدس سره في كتابه الغدير بحث ضاف ونظرة ثاقبة في حديث سد الأبواب من شاءها فليراجع ج ٣ ص ٢٠٢ وما بعده.
ومما يناسب ذكره هنا أن الترمذي ج ٥ ص ٢٧٨ روى باسناده عن عروة عن عائشة " أن النبي ص أمر بسد الأبواب الا باب أبى بكر " ولفظ البخاري ٥ / ٥ " لا يبقين في المسجد باب الأسد، الا باب أبى بكر " ولم يتفطنوا أن النبي لم يأمر بسد الأبواب الا بابه للخلة ولا للقرابة، وإنما أمير بسد الأبواب لحكم شرعي اقتضى ذلك، وهو أنه لا يحل لاحد أن يستطرق جنبا مسجد الرسول ص، الا من كان طاهرا طيبا بنص آية التطهير، ولذلك قال ص: " يا علي لا يحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك " رواه الترمذي في ج ٥ / ٣٠٣ تحت الرقم ٣٨١١ البيهقي في سننه ٧ / ٦٥، الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح: ٥٦٤، العسقلاني في تهذيبه ٩ / ٣٨٧ إلى غير ذلك مما تجده في ذيل الاحقاق.
وأما حديث " أنا مدينة العلم وعلى بابها " فقد مضى البحث عنه في ج ٤ ص ٢٠٠ - ٢٠٧ من تاريخ أمير المؤمنين (عليه السلام) وان شئت راجع ذيل الاحقاق ج ٥ ص ٤٦٩ - ٥١٥ أخرج الحديث بألفاظه عن معاجم كثيرة منها المستدرك ٣ / ١٢٦ و ١٢٧ تاريخ بغداد ٢ / 377 أنساب السمعاني 1182 تاريخ الخلفاء: 66.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست