من وغر صدور القوم، وبغضهم لله ولرسوله ولأهل بيت نبيه (صلى الله عليه وآله)، فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول رسولكم (صلى الله عليه وآله) ليكون ذلك أو كد للحجة، وأبلغ للعذر، وأبعد لهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا وردوا عليه.
فسار القوم حتى أحدقوا بمنبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يوم الجمعة، فلما صعد أبو بكر المنبر قال المهاجرون للأنصار تقدموا فتكلموا، وقال الأنصار للمهاجرين بل تكلموا أنتم! فان الله عز وجل أدناكم في كتابه إذ قال الله " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار " قال أبان: فقلت له: يا ابن رسول الله إن العامة لا تقرأ كما عندك، فقال: وكيف تقرء يا أبان؟ قال: قلت: إنها تقرء " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار " (1) فقال: ويلهم وأي ذنب كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تاب الله عليه منه، إنما تاب الله به على أمته.
فأول من تكلم به خالد بن سعيد بن العاص ثم باقي المهاجرين ثم من بعدهم الأنصار، وروى أنهم كانوا غيبا عن وفات رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقدموا وقد تولى أبو بكر وهم يومئذ أعلام مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقام خالد بن سعيد بن العاص (2) وقال: