بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٢٢
وقال في الصراط المستقيم: ويعضده (1) ما أسنده سليم إلى معاذ بن جبل أنه عند وفاته دعا على نفسه بالويل والثبور فقيل له: لم ذاك؟ قال: لموالاتي عتيقا وعمر على أن أزوي خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن علي (عليه السلام)، وروى مثل ذلك عن ابن عمر أن أباه قاله عند وفاته وكذا أبو بكر، وقال: هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه علي بيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة، وهو يقول: وقد وفيت بها وتظاهرت على ولي الله أنت وأصحابك، فأبشر بالنار في أسفل السافلين، ثم لعن ابن صهاك، وقال: " هو الذي صدني عن الذكر بعد إذ جائني ".
قال العباس بن الحارث: لما تعاقدوا عليها نزلت " إن الذين ارتدوا على أدبارهم " (2) وقد ذكرها أبو إسحاق في كتابه وابن حنبل في مسنده والحافظ في حليته والزمخشري في فائقه، ونزل " ومكروا مكرا ومكرنا مكرا " (3) الآيتان.
وعن الصادق (عليه السلام) نزلت " أم أبرموا أمرا فانا مبرمون " (4) الآيتان.
ولقد وبخهما النبي (صلى الله عليه وآله) لما نزلت فأنكرا، فنزلت " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر " الآية.
ورووا أن عمر أودعها أبا عبيدة فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أصبحت أمين هذه الأمة .

(١) قال: على أن عمل انسان لا يصح أن يكون لاخر، فلابد لهم من اضمار " مثلها " وحينئذ لنا أن نضمر " خلافها " بل هو المعهود من تظلماته من عمر، ويعضده الخ.
(٢) القتال: ٢٥.
(٣) النمل: ٥٠.
(4) سيأتي سنده
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست