بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٠٧
كريما، فلعلكما تسلان ما في قلبه، وتستخرجان سخيمته.
قال: فمضت عايشة وحدها إليه فأصابته في منزل أم سلمة وعنده علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لها النبي: ما جاء بك يا حميراء؟ قالت: يا رسول الله أنكرت تخلفك عن منزلك هذه المرة وأنا أعوذ بالله من سخطك يا رسول الله، فقال: لو كان الامر كما تقولين لما أظهرت سرا أوصيتك بكتمانه، لقد هلكت وأهلكت أمة من الناس.
قال: ثم أمر خادمة سلمة فقال: اجمعي هؤلاء يعني نساءه فجمعتهن في منزل أم سلمة، فقال لهن: اسمعن ما أقول لكن، وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لهن: هذا أخي ووصيي ووارثي والقائم فيكن وفي الأمة من بعدي فأطعنه فيما يأمركن به، ولا تعصينه فتهلكن بمعصيته، ثم قال: يا علي أوصيك بهن فأمسكهن ما أطعن الله وأطعنك، وأنفق عليهن من مالك، ومرهن بأمرك وانههن عما يريبك، وخل سبيلهن إن عصينك، فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله إنهن نساء وفيهن الوهن وضعف الرأي، فقال: ارفق بهن ما كان الرفق أمثل بهن فمن عصاك منهن فطلقها طلاقا يبرأ الله ورسوله منها، قال: وكل نساء النبي قد صمتن فلم يقلن شيئا فتكلمت عايشة فقالت: يا رسول الله ما كنا لتأمرنا بشئ فنخالفه بما سواه، فقال لها: بلى: يا حميراء قد خالفت أمري أشد خلاف، وأيم الله لتخالفين قولي هذا ولتعصنه بعدي، ولتخرجن من البيت الذي اخلفك فيه متبرجة قد حف بك فئام من الناس، فتخالفينه ظالمة له عاصية لربك ولتنبحنك في طريقك كلاب الحوأب، ألا إن ذلك كائن، ثم قال: قمن فانصرفن إلى منازلكن قال فقمن فانصرفن.
قال: ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع أولئك النفر ومن مالأهم على علي (عليه السلام) وطابقهم على عداوته، ومن كان من الطلقاء والمنافقين، وكانوا زهاء أربعة آلاف رجل، فجعلهم تحت يدي أسامة بن زيد مولاه، وأمره عليهم، وأمره بالخروج إلى ناحية من الشام، فقالوا: يا رسول لله إنا قدمنا من سفرنا الذي كنا فيه معك،
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست