بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٠٦
ثم قال لقد أصبح في هذه الأمة في يومي هذا قوم ضاهوهم في صحيفتهم التي كتبوها علينا في الجاهلية وعلقوها في الكعبة (1) وإن الله تعالى يمتعهم ليبتليهم، ويبتلي من يأتي بعدهم، تفرقة بين الخبيث والطيب، ولولا أنه سبحانه أمرني بالاعراض عنهم للامر الذي هو بالغه لقد متهم فضربت أعناقهم.
قال حذيفة: فوالله لقد رأينا هؤلاء النفر عند قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه المقالة وقد أخذتهم الرعدة فما يملك أحد منهم من نفسه شيئا ولم يخف على أحد ممن حضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك اليوم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إياهم عنى بقوله، ولهم ضرب تلك الأمثال بما تلا من القرآن.
قال: ولما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سفره ذلك، نزل منزل أم سلمة زوجته فأقام بها شهرا لا ينزل منزلا سواه من منازل أزواجه كما كان يفعل قبل ذلك، قال فشكت عايشة وحفصة ذلك إلى أبويهما، فقالا لهما إنا لنعم لم صنع ذلك ولأي شئ هو، امضيا إليه فلاطفاه في الكلام، وخادعاه عن نفسه، فإنكما تجدانه حييا .

(1) وفى كتاب النشر والطي، أن تعاهدهم ذلك كان بعد ما قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمسجد الخيف ووصى المسلمين بالتمسك بالثقلين: كتاب الله وعترته. ولفظه: فاجتمع قوم وقالوا:
يريد محمد أن يجعل الإمامة في أهل بيته، فخرج منهم أربعة ودخلوا إلى مكة ودخلوا الكعبة وكتبوا فيما بينهم " ان أمات الله محمدا أو قتل "، لا نرد هذا الامر في أهل بيته " فأنزل الله:
" أم أبرموا أمرا فانا مبرمون، أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون " ثم ذكر بعد ذلك مشهد الغدير ثم قعودهم على العقبة ليقتلوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسرد أسماءهم، ثم ذكر أنه بعد ما نزل رسول الله من هبوط العقبة قال: ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة ان أمات الله محمدا أو قتل لا نرد هذا الامر إلى أهل بيته، ثم هموا بما هموا به؟ " فجاؤوا إلى رسول الله يحلفون أنهم لم يهموا بشئ.... الحديث
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست