24 - وباسناده إلى محمد بن مسلم قال: خرجت مع أبي جعفر عليه السلام إلى مكان يريده فسرنا وإذا ذئب قد انحدر من الجبل وجاء حتى وضع يده على قربوس السرج وتطاول فخاطبه فقال له الامام: ارجع فقد فعلت، قال: فرجع الذئب مهرولا، فقلت: سيدي (1) ما شأنه؟ قال: ذكر أن زوجته قد عسرت عليها الولادة فسأل لها الفرج وأن يرزقه الله ولدا لا يؤذي دواب شيعتنا، قلت له: اذهب فقد فعلت.
قال: ثم سرنا فإذا قاع مجدب يتوقد حرا وهناك عصافير فتطايرن ودرن حول بغلته (2) فزجرها وقال: لا ولا كرامة، قال: ثم صار (3) إلى مقصده، فلما رجعنا من الغد وعدنا إلى القاع فإذا العصافير قد طارت ودارت حول بغلته ورفرفت، فسمعته يقول: اشربي واروي، قال: فنظرت فإذا في القاع ضحضاح من الماء.
فقلت: يا سيدي بالأمس منعتها واليوم سقيتها، فقال: اعلم أن اليوم خالطها القنابر فسقيتها، ولولا القنابر ما سقيتها (4)، فقلت: يا سيدي وما الفرق بين القنابر والعصافير؟
فقال: ويحك أما العصافير فإنهم موالي عمر لأنهم منه، وأما القنابر فإنهم من موالينا أهل البيت، وإنهم يقولون في صفيرهم: بوركتم أهل البيت وبوركت شيعتكم ولعن الله أعداءكم، ثم قال: عادانا من كل شئ (5) حتى من الطيور الفاختة ومن الأيام أربعاء (6).
25 - العمدة: باسناده عن ابن المغازلي الشافعي عن محمد بن الحسن عن المقدام بن