بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٧٨
2 - الخرائج: روي أن هرقل بعث رجلا من غسان وأمره أن يأتيه بخبر محمد، وقال له: احفظ لي من أمره ثلاثا: انظر على أي شئ تجده جالسا، ومن على يمينه، وإن استطعت أن تنظر إلى خاتم النبوة فافعل، فخرج الغساني حتى أتى النبي صلى الله عليه وآله فوجده جالسا على الأرض، ووجد علي بن أبي طالب عليه السلام عن يمينه، وجعل رجليه في ماء يفور، فقال: من هذا على يمينه؟ قيل: ابن عمه، فكتب ذلك ونسي الغساني الثالثة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: تعال فانظر إلى ما أمرك به صاحبك، فنظر إلى خاتم النبوة، فانصرف الرجل (1) إلى هرقل، قال: (2) ما صنعت؟ قال: وجدته جالسا على الأرض، والماء يفور تحت قدميه، ووجدت عليا ابن عمه عن يمينه، وأنسيت ما قلت لي في الخاتم، فدعاني فقال: " هلم إلى ما أمرك به صاحبك " فنظرت إلى خاتم النبوة، فقال هرقل: هذا الذي بشر به عيسى بن مريم، إنه يركب البعير فاتبعوه وصدقوه، ثم قال للرسول: اخرج إلى أخي فأعرض عليه فإنه شريكي في الملك، فقلت له فما طاب نفسه عن ذهاب ملكه.
بيان: قوله: فقلت له، لعله من كلام الراوي، قال للامام (3) عليه السلام: إنما قال هرقل: شريكي، لأنه لم يطب نفسه أن يذهب ملكه، ويحتمل أن يكون في الأصل فقال، أي النبي صلى الله عليه وآله، والأظهر أن المراد أن هرقل قال لرسوله: اخرج إلى أخي فأعرض عليه الاسلام، فإن أسلم أسلمت، وكان أخوه شريكه في السلطنة وقوله: فقلت، كلام الرسول على الالتفات، وضمير (له) للأخ وكذا ضمير (نفسه).
3 - الخرائج: روي أن دحية الكلبي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله بكتاب إلى قيصر فأرسل إلى الأسقف فأخبره بمحمد وكتابه، فقال: هذا النبي الذي كنا ننتظره

(1) الرسول خ ل.
(2) ثم قال خ ل.
(3) لم يظهر ان الحديث مروى عن الامام، ولعل المروى عنه غير الأئمة المعصومين عليهم السلام.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست