بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٣٦
العهد الذي جعلت لنا، فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون (1) من تمر لهم، فقال أبو بصير لاحد الرجلين: أني لأرى سيفك هذا جيدا، (2) فاستله (3) وقال: أجل إنه لجيد وجربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه فضربه به حتى برد، وفر الآخر حتى بلغ المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله حين رآه: " لقد رأى هذا ذعرا " فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، قال: فجاء أبو بصير فقال: يا نبي (4) الله قد أوفى الله ذمتك ورددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " ويل أمه مسعر حرب لو كان أحد " (5) فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر، وانفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير، فلا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا الحق بأبي بصير حتى اجتمعت (6) عليه عصابة، قال: فوالله لا يسمعون بعير لقريش قد خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وآله تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم، فمن أتاه منهم فهو آمن، فأرسل صلى الله عليه وآله إليهم فأتوه (7).
ثم قال رحمه الله في ذكر عمرة القضاء: وكذلك جرى الامر في عمرة القضاء في في السنة التالية للحديبية وهي سنة سبع من الهجرة في ذي القعدة، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام، فخرج النبي صلى الله عليه وآله ودخل مكة مع أصحابه معتمرين، وأقاموا بمكة ثلاثة أيام، ثم رجعوا إلى المدينة.
وعن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى

(1) فنزلا يأكلان خ ل. أقول: يوجد ذلك في المصدر.
(2) سيفا جيدا خ ل: أقول: في المصدر: انى لأرى سيفك هذا جيدا جدا.
(3) فاستله الاخر خ ل.
(4) يا رسول خ ل.
(5) في السيرة: " ويل أمه محش حرب لو كان معه رجال " محش حرب أي انه يوقد الحرب ويهيجها ويشعل نارها، تقول: حش فلان النار يحشها: إذا أوقدها وجمع لها الحطب.
(6) حتى اجتمع خ ل.
(6) حتى اجتمع خ ل.
(7) مجمع البيان 9: 116 - 119.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست