بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٣٤
سهيل بن عمرو واصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن، الناس، ويكف بعضهم عن بعض، وعلى أنه من قدم مكة من أصحاب محمد حاجا أو معتمرا أو يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه وماله، ومن قدم المدينة من قريش مجتازا إلى مصر أو الشام فهو آمن على دمه وماله، فإن بيننا عيبة مكفوفة، (1) وإنه لا إسلال ولا إغلال، وإنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ".
فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن في عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر فقالوا:
نحن في عقد قريش وعهدهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " على أن يخلوا (2) بيننا وبين البيت فنطوف " فقال سهيل: والله ما تتحدث العرب انا أخذنا ضفطه، ولكن ذلك من العام المقبل. فكتب، فقال سهيل: على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، ومن جاءنا ممن معك لم نرده عليك، فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من جاءهم منا فأبعده الله، ومن جاءنا منهم رددناه إليهم، فلو علم الله الاسلام من قلبه جعل له مخرجا " فقال سهيل: وعلى أنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة فإذا كان عام قابل خرجنا عنها لك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا ولا تدخلها بالسلاح إلا السيوف في القراب وسلاح الراكب، وعلى أن هذا الهدي حيث ما حبسناه محله لا تقدمه علينا، فقال صلى الله عليه وآله: " نحن نسوق وأنتم تردون؟ فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " إنا لم (3) نرض بالكتاب بعد " قال: والله إذا لا أصالحك على

(1) في المصدر: عيبة مكفولة. ولعله مصحف.
(2) في المصدر. على أن تخلوا.
(3) لم نقض خ ل. أقول: هو الموجود في المصدر.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست