بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٢٤
عطف على اسم الله " الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد " أي المقيم والطارئ " ومن يرد فيه " مما ترك مفعوله ليتناول كل متناول " بإلحاد " عدول عن القصد " بظلم " بغير حق، وهما حالان مترادفان، أو الثاني بدل من الأول بإعادة الجار أو صلة له، أي ملحدا بسبب الظلم كالاشراك واقتراف الآثام " نذقه من عذاب اليم " جواب لمن (1).
وقال الطبرسي رحمه الله: قيل: إن الآية نزلت في الذين صدوا رسول الله صلى الله عليه وآله عام الحديبية (2).
وقال رحمه الله في قوله تعالى: " إن الذين يبايعونك ": المراد بالبيعة هنا بيعة الحديبية، وهي بيعة الرضوان بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله على الموت " إنما يبايعون الله " يعني أن المبايعة معك تكون مبايعة مع الله، لان طاعتك طاعة الله، وإنما سميت بيعة لأنها عقدت على بيع أنفسهم بالجنة للزومهم في الحرب النصرة " يد الله فوق أيديهم " أي عقد الله في هذه البيعة فوق عقدهم، لأنهم بايعوا الله ببيعة نبيه فكأنهم بايعوه من غير واسطة، وقيل: معناه قوة الله في نصرة نبيه فوق نصرتهم إياه، أي ثق بنصرة الله لك لا بنصرتهم وإن بايعوك، وقيل: نعمة الله عليهم بنبيه فوق أيديهم بالطاعة والمبايعة، وقيل: يد الله بالثواب وما وعدهم على بيعتهم من الجزاء فوق أيديهم بالصدق والوفاء " فمن نكث " أي نقض ما عقد من البيعة " فإنما ينكث على نفسه " أي يرجع ضرر ذلك النقض عليه، وليس له الجنة ولا كرامة " ومن أوفي " أي ثبت على الوفاء " بما عاهد عليه الله " من البيعة " فسيؤتيه أجرا عظيما " أي ثوابا جزيلا " سيقول لك المخلفون من الاعراب " أي الذين تخلفوا عن صحبتك في وجهتك وعمرتك، وذلك أنه صلى الله عليه وآله لما أراد المسير إلى مكة عام الحديبية معتمرا وكان في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة استنفر من حول المدينة من الاعراب إلى الخروج معه، وهم غفار وأسلم ومزينة وجهينة و

(1) أنوار التنزيل 2: 100.
(2) مجمع البيان 7: 80 فيه: صدوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن مكة عام الحديبية.
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست