بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٦٨
حالي وحال أصحابي " (1).
23 - الكافي: علي، عن أبيه، عن البزنطي، عن هشام بن سالم، عن أبان بن عثمان عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله على التل الذي عليه مسجد الفتح في غزوة الأحزاب في ليلة ظلماء قرة، فقال: " من يذهب فيأتينا بخبرهم وله الجنة "؟ فلم يقم أحد ثم أعادها فلم يقم أحد، فقال أبو عبد الله عليه السلام بيده: وما أراد القوم؟ أرادوا أفضل من الجنة؟ ثم قال: " من هذا؟ " فقال: حذيفة، فقال:
" أما تسمع كلامي منذ الليلة ولا تكلم؟ اقترب (2) " فقام حذيفة وهو يقول: القر والضر جعلني الله فداك منعني أن أجيبك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " انطلق حتى تسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم " فلما ذهب قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتى ترده " وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا حذيفة لا تحدث شيئا حتى تأتيني " فأخذ سيفه وقوسه وحجفته (3)، قال حذيفة:
فخرجت وما لي (4) من ضر ولا قر، فمررت على باب الخندق وقد اعتراه المؤمنون والكفار، فلما توجه حذيفة قام رسول الله صلى الله عليه وآله ونادى: " يا صريخ المكروبين، ويا مجيب المضطرين، اكشف همي وغمي وكربي فقد ترى حالي وحال أصحابي " فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن الله عز ذكره قد سمع مقالتك ودعاءك وقد أجابك وكفاك هول عدوك، فجثا (5) رسول الله صلى الله عليه وآله على ركبتيه وبسط يديه وأرسل عينيه، ثم قال: " شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد بعث الله عز وجل عليهم ريحا من سماء الدنيا فيها حصى، وريحا من السماء الرابعة فيها جندل، قال حذيفة: فخرجت فإذا أنا بنيران القوم وأقبل جند الله الأول

(١) فروع الكافي ١: ٣١٨ (2) أقبرت خ ل. أقول: هو الموجود في المصدر.
(3) الحجفة بتقديم المهملة والتحريك: الترس من جلد بلا خشب.
(4) في المصدر: وما بي من ضر ولا قر.
(5) جثا: جلس على ركبتيه، أو قام على أطراف أصابعه.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست