ريح فيها حصى فما تركت لهم نارا إلا أذرتها، ولا خباء إلا طرحته، ولا رمحا إلا ألقته حتى جعلوا يتترسون من الحصى، فجعلنا نسمع وقع الحصى في الأترسة، فجلس حذيفة بين رجلين من المشركين فقام إبليس في صورة رجل مطاع (1) في المشركين فقال:
أيها الناس إنكم قد نزلتم بساحة هذا الساحر الكذاب، ألا وإنه لن يفوتكم من أمره شئ فإنه ليس سنة مقام، قد هلك الخف والحافر، فارجعوا فلينظر (2) كل رجل منكم من جليسه، قال حذيفة: فنظرت عن يميني فضربت بيدي فقلت: من أنت؟ فقال معاوية، فقلت للذي عن يساري: من أنت؟ فقال: سهيل بن عمرو، قال حذيفة: وأقبل جند الله الأعظم، فقام أبو سفيان إلى راحلته، ثم صاح في قريش:
النجاء النجاء، وقال طلحة الأزدي: لقد رادكم (3) محمد بشر، ثم قام إلى راحلته وصاح في بني أشجع: النجاء النجاء، وفعل عيينة بن حصن مثلها، ثم فعل الحارث بن عوف المزني مثلها، ثم فعل الأقرع بن حابس مثلها، وذهب الأحزاب، و رجع حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر، وقال أبو عبد الله عليه السلام: إنه كان ليشبه (4) بيوم القيامة (5).