بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٥٦
أصحاب النبي صلى الله عليه وآله حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم، فوجدوا نوفل بن عبد الله في جوف الخندق لم ينهض به فرسه، فجعلوا يرمونه بالحجارة، فقال لهم:
قتلة أجمل من هذه ينزل إلي بعضكم أقاتله، فنزل إليه أمير المؤمنين عليه السلام فضربه حتى قتله، ولحق هبيرة فأعجزه وضرب (1) قربوس سرجه وسقطت درع كانت عليه (2)، وفر عكرمة، وهرب ضرار بن الخطاب، فقال جابر: فما شبهت قتل علي عمروا إلا بما قص الله من قصة داود وجالوت حيث يقول جل شأنه:
" فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت " (3).
وقد روى قيس بن الربيع قال: حدثنا أبو هارون العبدي، عن ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له: يا أبا عبد الله إنا لنتحدث عن علي ومناقبه فيقول لنا أهل البصرة: إنكم تفرطون في علي، فهل أنت محدثي بحديث فيه؟
فقال حذيفة: يا ربيعة وما تسألني عن علي؟ فوالذي نفسي بيده ولو وضع جميع أعمال أصحاب محمد في كفة الميزان منذ بعث الله محمدا إلى يوم القيمة (4) ووضع عمل علي عليه السلام في الكفة الأخرى لرجح عمل علي عليه السلام على جميع أعمالهم، فقال ربيعة:
هذا الذي لا يقام له ولا يقعد ولا يحمل، فقال حذيفة: يا لكع وكيف لا يحمل؟

(١) فضرب خ ل.
(٢) كانت له خ ل.
(٣) البقرة: ٢٥١. وروى الحاكم في المستدرك ٣: ٣٤ نحو قول جابر باسناده عن يحيى بن آدم: وروى مبارزة علي عليه السلام وقتله عمروا مستقصاه باسناده عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.
(٤) إلى يوم الناس هذا خ ل أقول: وهو الموجود في المصدر، قال الحاكم في المستدرك ٣: ٣٢ حدثنا لؤلؤ بن عبد الله المقتدري في قصر الخليفة ببغداد، حدثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب المصري بدمشق، حدثنا أحمد بن عيسى الخشاب بتنيس حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا سفيان الثوري، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من اعمال أمتي إلى يوم القيامة " وقد روى اعلام أهل السنة هذا الحديث في كتبهم، راجع مناقب الخوارزمي وينابيع المودة.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست