بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٧٣
فقد تعجبت الملائكة، أما علمت أن جبرئيل قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.
وعن عكرمة، عن علي عليه السلام قال قال لي النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد: أما تسمع مديحك في السماء؟ إن ملكا اسمه رضوان ينادي: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.
قال: ويقال: إن النبي صلى الله عليه وآله نودي في هذا اليوم:
ناد عليا مظهر العجائب * تجده عونا لك في النوائب كل غم وهم سينجلي * بولايتك يا علي يا علي يا علي (1) وقال بعضهم: الهم عبارة عن الفكر في مكروه يخاف الانسان حدوثه، ويرجو فواته، فيكون مركبا من الخوف والرجاء، والغم لا فكر فيه، لأنه إنما يكون فيما مضى انتهى كلام الشارح.
قوله: يسمو، أي يعلو، وشمر في الامر: خف على ساق، أي على شدة.
بغير مليم أي بغير فعل يوجب الملامة. أممت أي قصدت. ورونق السيف: ماؤه و حسنه، والفري: القطع، وصمم السيف: إذا مضى في العظم وقطعه. فغادرته، أي تركته، والافضاض: التفرق، والعباديد: الفرق من الناس الذاهبون في كل وجه.
من ذي قانط، أي جمع فيهم قانطون، وكليم أي جريح، والصميم: العظم الذي به قوام العضو.
12 - معاني الأخبار: أبي، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: ذهبت أنا وبكير مع رجل من ولد علي عليه السلام إلى المشاهد حتى انتهينا إلى أحد فأرانا قبور الشهداء، ثم دخل بنا الشعب فمضينا معه ساعة حتى مضينا إلى مسجد هناك، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى فيه فصلينا فيه، ثم أرانا

(1) الجملة الأخيرة فيها غرابة ولا تلائم سابقها، والظاهر أنها من زيادة بعض الجهلة، أو الصوفية المضلة الذين يزعمون أن هذه الجملات تكون دعاء فيذكرونها وردا وذكرا، غفلة عن معناها، بل بعضهم يرون للمداومة على ذكرها فضيلة ليست للصلاة، حفظنا الله عن البدع واتباع الأهواء.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست